البلد غربيَّة بمقبرة المعافى بن عمران –رضي الله عنهما-.
أنشدني أبو يعقوب إسحق بن مروان بن سمكان الموصلي النحوي العروضي، قال: أنشدني شيخي الإمام أبو حفص الضرير لنفسه، وقد سأله بعض الرؤساء، أن يصنع أبياتًا يضمنها هذا البيت:
تشاغلتم عنَّا بصحبة غيرنا ... واظهرتم الهجران ما خكذا كنَّا
فأنشأ أبو حفص هذه الأبيات، أولها: [من الطويل]
/١٦٩ أ/ إلى م أقاسي لاعج الشَّوق والحزنا ... ويضني هواكم والجفا جسدي المضنى
أأحبابنا إن حلتم عن عهودنا ... قلإنَّا على تلك المواثيق ما حلنا
رعى الله أيَّامًا تقضَّت بقربكم ... فما كان أحلاها لديَّ وما أهنا
أحنُّ إليها بالأصائل والضُّحى ... وما ينفع الصَّبَّ الكئيب إذا حنَّا
يككاد لما يلقى من الوجد والأسى ... يحنُّ اشتياقًا في الظًّلام إذا جنَّا
إذا لم يكن لي عندكم مثل مالكم ... بقلبي فلا أجدى الحنين ولا أغنى
فقد كان يغشى النوم عيني بقربكم ... فمذ غبتم ما صافح الغمض لي جفنا
وأحسنت ظنِّي فيكم لاعدمتكم ... فما بالكم اخلفتم ذلك الظَّنَّا
فإن كان أغناكم سوانا فإنَّنا .. على كلِّ ال لم نجد عنكم مغنى
[٥٣٤]
عمر بن عبد الله بن المفرّج بن درع بن الحسن بن الخضر بن حامٍد، أبو عبد الله بن أبي القاسم التكريتيُّ.
الفقيه المدرس الشافعيُّ الأديب الشاعر.
/١٦٩ ب/ حفظ الختمة الشريفة وأتقنها، واشتغل على أخيه بفنون من العلم الأدبيّة، وبضروب من علوم الفقه والقرآن والشعر. وسافر إلى الموصل في سنة ستِّ وستين وخمسمائة فلقي بها جماعة من المشايخ والعلماء؛ كالشيخ أبي الفصل يونس بن محمد بن منعة المدرس الإربلي، والشيخ أبي المظفر منصور بن يحيى البشكري، ووالده يحيى والشيخ عمر النساج، والشيخ عمر بن محمد بن الخضر