للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الملاّ، وأبي بكر القرطبي وغيرهم من المشايخ.

ثم عاد إلى تكريت، وأقام بها واشتغل وسمع بها ما على جماعة من المشايخ من أهلها، وممن قدمها. ولما توفي ابن عمّه أبو النجيب عبد الرحمن [بن] أحمد بن المفرّج ببلدة ماردين أنفذ إلى تكريت وطلبه، فتوجه إليه في سنة سبع وستين. وأقام عنده بالمدرسة وفوّض إليه أمرها، والنظر في أحوالها، ورتبة إمامًا يصلي بها وقرّر في كل شهر دينارين.

واشتغل هناك بما كان يذكره أبو النجيب من الدروس في الأصول والخلاف والمذهب، وتكلّم مع الفقهاء وباحث ولقي بها جماعة من الفضلاء، وأنفذه صاحب ماردين /١٧٠ أ/ في رسالة إلى بلد خلاط ... في سنة سبعين وخمسمائة؛ فرأى بها جماعة من أهل الفضل.

ثم عاد في هذه السنة إلى ماردين، ولم يزل مقيمًا مع أبي النجيب، إلى أن كثر شوق الشيخ أحمد والد أبي النجيب هذا، فترك أبو النجيب ما كان إليه، وتوجَّه هو وأبو عبد الله في جمادى الآخر في سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة، ووصلا إليها في يوم الجمعة من شهر رجب من السنة المذكورة.

ثم تولى أبو النجيب القضاء بمحروسة تكريت، فاستناب أبا عبد الله في الفصل بين المترافعين إليه في التاريخ، ولم يزل معه مساعدًا له ونائبًا؛ إلى أن توفي أبو النجيب يوم الإثنين رابع المحرم من سنة ست وسبعين وخمسمائة، فعتولّى القضاء بعده ابن عمّه القاضي تاج الدين أبو زكريا، فاستناب أخاه أبا عبد الله في فصل الحكومات، وفوّض إليه بعد ذلك أمر الخطابة بجامع تكريت فخطب بها يوم الجمعة الخامس والعشرين من شوال من سنة ست وسبعين وخمسمائة، بعد عجز الخطيب أبي القاسم علي بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن الحارث بن أبي تمام التكريتي، وفرض له على ذلك الإيجاب والإطلاق. وله تواقيع من جماعة من الأمراء بتكريت /١٧٠ ب/ بذلك.

وسافر إلى بيت الله الحرام حاجًا يوم العشرين من شوال سنة إدى وثمانين وخمسمائة، وصحبة جماعة من أهل تكريت، وعاد هو الجماعة معه في صفر سنة اثنتين وثمانين إلى تكريت، وأقام بها.

<<  <  ج: ص:  >  >>