وكتب إلى أخيه أيضًا: [من الخفيف]
/١٧٢ ب/ كلُّ يوم يمرُّ يدني سروري ... لدونوِّ اللِّقاء بالأحباب
وإذا ما تزايد الشوق أرسلت ... زفير الُّلوع طيَّ الكتاب
يا رسولي إلى المؤمَّل تاج ... الدِّين ذي الفضل والأيادي العذاب
قل له معلنًا ثنائي وشكري ... واذكاري لفضله السَّكَّاب
طال يوم الغراق واشتدَّ شوقي ... فمتى ينقضي بيوم الإياب
وله في مكاتبة إلى بعض أصحابه بالنظامية: [من الوافر]
ألا أبلغ مجير الدِّين عنِّي ... بأنِّي لا أحول عن الوداد
وكيف أحول أم هل كيف أسلو ... وقد سلبت محبته فؤادي
أتذكر ليلة قصرت علينا ... بفكر موضح سبل الرَّشاد
تواصل بالمسائل تبتليني ... وأعطيك الجواب على السَّداد
وبعد فلو ذهبت لشرح شوقي ... لآفني كاغدي وفنى مدادي
فدم واسلم وقم واغنم ولا تسأم ... ففي العقبى تنل كلَّ المراد
وله في معنى الحديث المروي عن النبي –صلى الله عليه- في صنعة أخلاق اهل الجنة، وأخلاق أهل النار: [من البسيط]
/١٧٣ أ/ أهل الجنان لهم حالٌ تخصُّهم ... في القول والفعل والأخلاق والأدب
وجهٌ جميلٌ وخلقٌ واسعٌ حسنٌ ... ولطف نطق يسرُّ النَّاس محتلب
ورحمة القلب لافظ ولا مقتٌ ... ولا عبوسٌ وهذا غاية الحسب
وللشَّقيِّ خلال مثل عدًّتها ... في ضدِّها فاستمع قولاً بلا كذب
ففي القساوة والعصيان يتبعها ... سوء ظن وبخل النَّفس بالنَّشب
وعابس الوجه لا ينفكُّ ذو صخب ... خاب الشَّقي وباع الجدِّ باللَّعب
كذا روينا عن المختار سيِّدنا ... أعني النَّبيَّ نبيَّ العجم والعرب
وقال في المواعظ: [من الكامل]
وإذا اللَّبيب غدا يفتِّش نفسه ... نطقت شواهدها بصدق الحال
إنَّ النفوس ودائعٌ ورهائنٌ ... في مدَّة الدُّنيا لوشك زوال