١٧١ ب/ ونظم أيضًا كتاب "الناسخ والمنسوخ" تأليف هبة الله بن سلامة المفسّر، ونظم أيضًا العقيدة المعروفة بالقدسية.
كان مولده بتكريت ليلة الخميس نصف الليل سابع عشر شوال سنة أربعين وخمسمائة. وتوفي بها في جمادى الآخرة سنة اثنتين وعشرين وستمائة. وكان من الفقهاء الشافعية؛ فاضلاً شاعرًا مقتدرًا على النظم يدرس الفقه وبفتي. وكان إمام زمانه، حسن النظر في العلم؛ ذا بديهة حاضرة في الشعر.
نظم عدد أي القرآن، وذكر اختلاف القارئين فيها، ونظم أيضًا كتاب "اختلاف القراء في إذبات إلا .... وحذفها"، ونظم أيضًا معجزات النبي –صلى الله عليه [وسلم]- ونظم أيضًا "لمحة النحاة ومنحة الرواة" في العوامل، وذكر أيضًا كتاب "مخارج الحروف" على ترتيب الخليل بن أحمد، ونظم أيضًا كتاب "ذكر منازل القمر وغيره"، ونظم أيضًا كتاب "معرفة الضرب في الصحاح والكسور"، ونظم أيضًا كتاب "ذكر صفات السادة الفتيان ومدح الناصر لدين الله".
/١٧٢ أ/ وصنَّف كتاب "مناسك الحج" ونظم أيضًا كتاب "طبقات الفقهاء" للشيخ أبي اسحاق الشيرازي، وصنَّف كتاب تاريخ مولده ومتجددات أحواله، وجمع أيضًا كتابًا فيه فنون من منظوماته ورسائله ومكاتباته، ويشتمل على عشرة أبواب.
وقد ذكرت في هذا الكتاب بعض منظوماته وإن كانت مدوّنة في كتب مفردة لئلا يخلو هذا الكتاب من ذكر شيء منها، وليعلم بذلك ما عنده من وفور الفضل والعلم وقوة التمكن في النظم والنثر واقتداره في صناعته.
ومن شعره ما كتبه إلى اخيه تاج الدين في جواب مكتوبه إليه:[من البسيط]
يا حبَّذا نفحات الطِّيب من قلم ... أسدت يدًا قلَّ عنها ما يجازيها
قد كان بشَّرني طيف الخيال بها ... فظلت من فرح في النوم أبكيها
حتى بدت في سطور زلزلت جسدي ... بالشوق لمَّا تراءت في معانيها
فقلت والعين من شوق ومن ترح ... تسحُّ بالدَّمع سحّا من مآقيها
ترى يعود لنا شملٌ نسرُّبه ... فتأخذ العين حظًا من أمانيها