للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تريك سرور ثمَّ تعقب ترحة ... كأنَّك فيها ما عهدت سرورا

وقال: وأنشدني أبو محمد عبد السلام بن يحيى، قال: أنشدني عمي لنفسه أبو عبد الله عمر: [من مجزوء الكامل]

كن ميِّتا بين الورى ... وانظر لعينك واعتبر

كم من مؤمِّل عيشة ... بينا يؤمِّلها قبر

يرجو البقاء وكيف ... يطمح فيه مخلوقٌ قدر

ماذي بدار إقامة ... فأبغ التزوُّد وابتدر

إنَّ البطالة راحةٌ ... لكنَّ عقباها صبر

وقال أيضًا وأنشد فيه أبو محمد: [من مجزوء الكامل]

أكتب بكفِّك ما يسرُّك ... أن تراه في القيامه

/١٧٤ ب/ واحذر مقارفة القبيخ ... فذاك يورثك الملامه

واخش البيات فإنَّما ... هلك امرؤٌ ظنَّ السَّلامه

واذكر مقامك حيث لا ... يغني التَّأسف والنَّدامه

وقوله أيضًا: [من البسيط]

علم م تحزن في الدُّنيا وتحترقٌ ... ونحن فيها إلى الآجال نستبق

يا غافلاً وسهام الموت ترمقه ... لا تأمنن ختلها ما سرَّك الرَّمق

وقال أيضًا: [من مخلع البسيط]

يا أيُّها النَّاس هل أدلكم ... على فعال يفوز من فعله

دعو فضول الكلام كم بطل ... لسانه بالفضول قد قتله

واقتعوا باليسير واعتبروا ... كم جمامع للكثير ما أكله

وزيِّنوا بالتُّقى نفوسكم ... فذو النُّهى زان بالتُّقى عمله

وأنشد أيضًا القاضي أبو محمد عبد السلام التكريتي ببغداد في جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين وستمائة، قال: أنشدني عمي أبو عبد الله عمر لنفسه: [من الوافر]

/١٧٥ أ/ أيا أبن الأربعين تروم لهوا ... وأنَّى اللَّهو بعد الأربعينا

أيا إبن الميِّتين أبًا وجدًا ... ستلحق في غد بالمِّيتينا

<<  <  ج: ص:  >  >>