تؤمِّل أن تعيش قرير عين ... وكم قد أبكت الدُّنيا عيونا
تظنُّ العيش فيها أن سيصفو ... وك قد اخلفت فيها الظنونا
تزوّد من سنيك بخير زاد ... ولا تغترَّ .... السِّنينا
ومن شعره يرثي ولده عبد الله، ومات بفلسطين وأنفذه ليكتب على قبره، انشدنيه عنه أبو القاسم ابن أخته بتكريت في شهر رمضان سنة اثنتين وعشرين وستمائة:
[من الطويل]
ألا إنَّ عبد الله ثاويًا ... بأرض فلسطين إلى موقف الحشر
سيأتي إلى تكريت نعي مصابه ... ويأتي أيضًا سابق الدِّين من مصر
فتى كان مثل البدر حشو ثيابه ... إذا ما انثنى أو كان أزهى من البدر
وقد كانت الآساد تخشى لقاءه ... فقد طمعت في خدِّه دودة القبر
سلامي عليك .... ما ذرَّ شارقٌ ... وما ثوَّب الدَّاعي إلى نسك الفجر
وقال أيضًا: [من المتقارب]
/١٧٥ ب/ أرى الطَّير يحنو على فرخه ... إذا كان في عشِّه لم يطر
فإن طار ينقره حبَّة ... ليلقط إذ كان لا يدَّخر
تنبَّه لذا السرِّرِّ يا صاحبي ... وكن فطنًا يقظًا واعتبر
بنيَّ فدونك كسب العلوم ... صغيرًا فما الشَّيخ بالمدَّكر
إذا لم يكن حصل الذكر في زمان الصِّبا وهو لم يعتبر
فما شرف المرء في نفسه ... بابائه حينما يفتخر
ولكن بما فاض من فضله ... على من إلى فضله يفتقر
ومن ذلك ما رأى في منامه، كأنَّ رقعة ألقيت إليه، وفيها خط ولده المتوفى، وفيها أبيات لم يحفظ منها سوى بيتين: [من الطويل]
فما لي من أشكو إليه صبابتي ... ولي عند موتي أنَّةٌ وحنين
وما كنت أدري أين تقضى منيَّتي ... ولا أنَّ هذا الامر كيف يكون