فأجاب عنها بهذه الأبيات: [من الطويل]
/١٧٦ أ/ أيا مهجتي يا قرَّة العين إنَّني ... عليك على طول الزَّمان حزين
يعزُّ على عينيَّ أن غبت عنهما .. وكلُّ عزيز يابني يهون
وما في نعيم العيش بعدك لذَّةٌ ... وأيُّ التذاذ لي وأنت دفين
سلامٌ على صفو الحياة وطيبها ... وا دمع عيني بالبكاء رهين
وقال أيضًا يرثيه: [من الوافر]
أقول وليلتي تزداد طولاً ... كأنَّ الصُّبح لجَّ به اللَّجاج
إلى الرَّحمن أشكو ما بقلبي ... عسى همِّي يبدِّله انفراج
نديمي زفرتي ودموع عيني ... شرابي والنَّجيع لها سراج
وبي سقمٌ وأفكارٌ وحزنٌ ... أمورٌ ليس يبرئها علاج
ألفت الحزن بعدك في المغاني ... فلا فرحٌ يزور ولا ابتهاج
وكنت لنا سراجًا في اللَّيالي ... فمذ أوديت أظلمت الفجاج
تبدَّل كلُّ حسن لدينا ... وحتَّى الربع بدله العجاج
تكدَّر صفو عيش كان عذبًا ... وحل محلَّه مقرٌّ أجاج
أمرُّ وقد سفا الافي عليه ... فيغلبني بكاءٌ وانزعاج
وكان به سراج الوصل يكفي ... فقد أمسى وقد طفئ السِّراج
/١٧٦ ب/ فلا وثراك لا ينفك دمعي ... يجود وليس يمنعه رتاج
[٥٣٥]
عمر بن عبد النور بن ماخوخ بن يوسف بن ليان بن باديس بن صولي بن بلول الهواري، أبو حفصٍ اللَّزنيُّ البجائي الصَّنهاجي.
كان فقيهًا شافعيًا، مناظرًا أصوليًا، كاتبًا شاعرًا؛ له يد باسطة في علم الأدب