ينشرهم موتى شذا نشرها ... كأنَّ يوم النَّشر يوم النُّشور
ودَّعنا الصَّوم وداع الرِّضا .. وعاد بالأفراح عيد الفطور
فانتهزوا فرصة إمكانكم ... وبادروا فيها انقلاب الأمور
واعتنموا غرَّة دنياكم ... فإنَّما الدُّنيا متاع الغرور
/٩٨ أ/ وقال يتشوق بعض أخوانه: [من الكامل]
طال الفراق وطالت الأشواق ... وامتدَّ نحو لقائك الأعناق
يا نور أحداق الورى لا فارقت ... أنوارها بفراقك الأحداق
يا شمس آفاق العلا لا أظلمت ... يومًا بغيبة شمسها الآفاق
لازلت مشرق شمس رأي مشرق ... الشَّمس من إشراقه إشراق
ونفيت بالبأس المخوف وبالنَّدى ... في كفِّك الآجال والأرزاق
ما سرَّ من بعد الفراق تواصلٌ ... أو ساء من بعد الوصال فراق
وقال في الربيع وارتياحه بأزهاره: [من الكامل]
قدم الرَّبيع قدوم من تهواه ... حيَّاه محيي قطره حيَّاه
وجلا على أسرارنا أنواره ... إذا أشرقت أنوار من تهواه
وافترَّ مبسم كلِّ نور ضاحكًا ... فرحًا بعابس من به وبكاء
وأعاد ميت التُّرب حيَّاً ناطقًا ... سبحان منطقه ومن أحياه
وكتب صدر كتاب إلى أهله، وهم بالعراق: [من الكامل]
/٩٨ ب/ أحبابنا لا تحسبونا بعدكم ... ..........................
فلقد حللتم بالسَّرائر منزلاً ... ما حل فيه ولن يحلَّ سواكم
أبكم من الشَّوق المبِّرح ما بكم ... حاشاكم ممَّا بنا حاشاكم
وترى يجود ماننا بوصالكم ... فتروننا بعيونكم ونراكم
لابدَّ أن نرعى رياضًا أمرعت ... بعد التَّنائي في حريمٍ حماكم
وقال وقد غنى المغنى أبياتًا في المعنى، فسئل إجازتها: -[من الرمل]
أيُّ سرِّ لي ما اظهره ... شادنٌ سفك دمي أضمره
وسبى قلبي ولم أدر به ... طرفه السَّاحر ما أسحره