للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وجدته كذلك بخط/ ٢١٣ ب/ والدي، قال: وتوجه إلى ذبلاد الروم بعد العشرين والستمائة، فبلغني بعد ذلك أنه توفي بها. وأنشدني لنفسه: [من الطويل]

وقائله مالي أراك مغيَّرا ... أمن فرط وجد صار لونك أصفرا

فقلت كليني ياهنيدة واعلمي ... فلو أنَّ ما بي بالجلامد أثَّرا

فقالت: رعاك الله هل أنت مخبرٌ ... بما هو أو ما كان قدماً وما جرى

لعلَّ برأي يحدث الله راحة ... فإن الَّذي أبلى يفرِّج ما ترى

فقلت لها: صرف الزَّمان وجوره ... احال على الأحوال حالي فغيَّرا

وشئت أحبابي وأذهب ثروتي ... فصرت فقيرًا بغد ما كنت موسرا

تناءت دياري واضمحلَّت أحبَّتي ... فهذا الَّذي أهدى لجسمي التَّغيرا

فدمعي سفوحٌ والجوى حلَّ في الحشا ... وقلبي قتيل الحالتين مغفَّرا

ولا حاكمٌ يقضي فيحكم بيننا ... ولا مسعد تلفي لنصري ميسَّرا

فمن مانعي من ظلم دهري وجوره ... ولم ألق إلاَّ من إذا قال: قصَّرا

وقد حار وهمي من عظيم بليَّتي ... فما خيلتي فيما سمعت وما ترى

[٥٤٩]

عمر بن أسعد بن عمّار /٢١٤ أ/ بن سعد بن عمار بن عليِّ بن أبي العلاء بن أبي الفرج بن هذيل الأمير أبو حفص ابن أبي المعالي الموصليُّ.

من أبناء الأمراء وبيت الجاه والولاية والخدمة للملوك والسلاطين.

كانت ولادته فيما أخبرني به من لفظه ظهر يوم الأحد سادس جمادى الآخرة سنة سبع وثمانين وخمسمائة. سمع في حال صغره الحديث، وكتب خطًا رائقًا؛ وله معرفة حسنة بالتواريخ والسير وأيام الناس وأخبارهم، صاحب نظم حسن، ونثر لاباس به؛ وهو نعم الرجل دينًا وتواضعًا وفضلاً.

أنشدني لنفسه: [من الوافر]

إذا علقت من الديوان كفي ... بأسباب العبودة والولاء

فلست أخاف أحداث اللَّيالي ... إذا أصبحت منه بالفناء

<<  <  ج: ص:  >  >>