ونحظر الدُّف والمحصور ننكرة ... ولا نصيخ لنايات وعيدان
والزَّفن مضطربٌ للقوم من طرب ... وليس ينكر عرف الحبِّ عرفاني
وفي المعنى لأرباب الهلوى أربٌ ... لم يبلغوه بشمعون وشمعان
فالقسُّ لو كان قساً في فصاحته ... لما انتصرت على غيٍّ بنصراني
مالي وللجاثليق الشَّيخ متَّزراً ... بالصُّوف يزري على ديني وإيماني
فأبن البحيريِّ لما إن طغى وبغى ... قال: اعذروني فالرَّبان ربَّاني
/٢١٣ أ/ ساء اعتقادًا فناجته عقيدته ... هذا هو العيش إلاَّ أنَّه فاني
هذا إلى مالك مالت جوارحه ... ونحن ملنا إلى روض ورضوان
أرجو من الله أن يغفو برحمته ... ولم يكلني إلى ضعفي ونقصاني
فلست أنكر جرمي وهو يعرفه ... ولا أصرُّ على إصري وعدواني
ولا أقول وعمري بل عامره: (عرِّج بدير حنينًا أيها الجاني)
[٥٤٨]
عمر بن يوسف بن أبي بكرٍ، أبو حفصٍ القفصيُّ، المعروف بابن التبسىِّ.
وتبس مدينةٌ من مدن أفريقية.
حدثني القاضي أبو القاسم عمر بن أحمد بن أبي جرادة بحلب –أيده الله تعالى- قال: كان شيخًا حسنا دمت الأخلاق، طيب المحاضرة، اقام عندنا بحلب سنين عدّة. وكان يختلف إليها بعد ذلك.
وروى لنا شيئًا من شعر عبد المنعم الجلياني عنه، وأنشدنا مقطعات من الشعر له ولغيره. وكان له معرفة بالحكمة والهندسة.
وأخبرني أنّه ولد في العشر الأول من ذي الحجة سنة تسع وأربعين وخمسمائة،