للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٥٤٧]

عمر بن عبد الكريم /٢١٢ أ/ بن عمر بن الرحيم بن إسماعيل بن أحمد بن محمد بن أحمد بن دوت داذ، البغداديُّ المولد والمنشأ، النيسابوريُّ الأصل، أبو المحاسن بن أبي سعدٍ.

من أبناء المشايخ المعروفين بالتصوّف وحسن الطريقة.

أخبرني أنه ولد في شهر ربيع الأول سنة تسعين وخمسمائة. وتوفي آخر نهار يوم الجمعة تاسع جمادى الأولى سنة ثلاث وعشرين وستمائة. وصلِّى عليه برباط .... الشيخ أبي سعيد النيسابوري، ودفن يوم السبت بالجانب الغربي ببغداد في مقبرة باب البصرة تجاه جامع المنصور. وكنت ممن شهد الصلاة عليه –تغمده الله برحمته ورشوانه عنه وكرمه-.

وكان شابًا عفيفًا جميلاً، وموصوفًا بالعقل، حسن الأدب، ولم يعرف له منذ نشأ صبوة، تأكدت بيني وبينه صحبة ببغداد، وكنت كثير التردد إلى والده.

مما أنشدني لنفسه من قصيدة يناقض بها قصيدة أبي الفتوح بن البخاري التي تقدّمت، فقال أبو المحاسن: [من البسيط]

جنى ورد خدود العاتب الجانبي ... إلى احتمال التجني من الجاني

/٢١٢ ب/ أحوى خوى الحسن في خلق وفي خلقٍ ... فاق الخلائق حتَّى ماله ثاني

طلق المحيَّا لو استسقى الحيا لسقى ... ولو تعذَّر نابت عنه أجفاني

ما عاين الإنس إنسانًا كصورته ... لمَّا يصوِّره إنسان إنساني

في فيه راحي وروحي في يديه وفي ... تقبيل وجنته روحي وريحاني

أغنت عن الغانيات الغر غرَّته ... وشهد فيه عن الصَّهباء أغناني

والخمر ما خامرت عقلي ولا غفلت ... عن المواقيت تسبيحي وقراني

أهوى العفاف كما أهوى شمائله. وللنُّهي عن تناهي الآمر ينهاني

واعتضت من راهبات الدَّير يا سكني ... بسَّاكني الدُّور من حور وولدان

أحبب بهنَّ شموسًا لا شمامسة ... قد توِّجوا بأكاليل وتيجان

<<  <  ج: ص:  >  >>