للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدرس للقرآن يته دائمًا آناء الليل وأطراف النهار.

اخبرني أنه [ولد] سنة ثمان وخمسين وخمسمائة. وبلغني أنَّه قتل بإربل حين دخلها التتار الملاعين –خذلهم الله تعالى- في شوال سنة أربع وثلاثين وخمسمائة –رحمة الله تعالى- وله مقطعات من الشعر.

أنشدني لنفسه؛ وكان قد مرض حتى أشرف على الهلاك، فمنَّ الله عليه وأنقذه من مرضه الَّذي ألم به: [من الرمل]

ذكره أنسي وأنسي ذكره ... ليتني لم يخل من ذكر لساني

عجبًا لي كيف أنسى شكره ... ومن الأمراض ربِّي قد شفاني

يا إلاهي كن لعبد مذنبٍ ... دائمًا يدعوك في كلِّ مكان

إنَّ ربي قال في تنزيلة ... انا من عبدي قريبٌ إن دعاني

/٢١١ ب/ ربِّ فاغفر لي ذنوبي كلَّها ... واعف عنِّي ثمَّ أصلح لي لساني

وأنشدني لنفسه ما كتبه إلى علاء الدين أبي علي بن عمر بن صالح الإربلي، وهو يومئذ يتولّى الاشراف بالديوان المظفري –يشكو إليه من عمال دار الحديث، تشفعًا في استخلاص جامكيته منهم وقد عوقت عليه ومطلوه بها: -[من الخفيف]

أيَّها السَّيِّد العلاء أغثتي ... وانتصر لي من هذه العمَّال

كم يعنُّون بالتَّردُّد والمطل ... ولا ينظرون في سوء حالي

جهلوني فليتهم عرفوني ... إنَّني كنت في زماني الخالي

بمدار وحنطة بغال ... وبجاه وحشمة ودلال

فرماني قضاء ربِّي إليكم ... يعدما ان عدمت جاهي ومالي

ليتني كنت قد قرب وما جئت إلى إربل رقيق الحال

إن تكن مسعدي عليهم فوالله يمينًا بكلَّهم ما أبالي

<<  <  ج: ص:  >  >>