ومن كلامه المنثور ما كتبه إلى بعض الولاة في معنى أملاك له أخذت منه: "شابت ذوائب الأمل في الوعود الكريمة، واتسع خرق الفاقة، وتضاءل الصبر واشتدّت فيه الحاجة، والإلحاح في السؤال، يؤدي إلى الملال، والإمهال، يؤذن بالإهمال".
[٥٥٠]
عمر بن عليِّ بن محمّد بن الوزير أبي المظفر يحيى بن محمد بن هبيرة، أبو الفضل بن أبي الحسن الشيبانيُّ
وقد تقدم نسب مستقصىّ عند ذكر ابن عمه أحمد بن ظفر.
أخبرني أنّه ولد تقديرًا سنة ثمان وثمانين وخمسمائة بدمشق، وهو من بيت الوزارة والرئاسة كان في خدمة /٢١٥ ب/ الملك المسعود مودود بن محمود بن محمد –صاحب آمد- وكاتب أسراره؛ فلما اخذ الملك الأشرف موسى آمد وملكها خرج الأمير أبو الفضل متوجهًا إلى مدينة إربل سنة ثلاثين وستمائة ليخدم سلطانها الملك المعظم كوكبوري بن علي بن بكتكين –رضي الله عنه.
وأنشدني لنفسه: [من الطويل]
سلامٌ على من ليس لي منهم بدُّ ... وإن هجروا عن غير جرم وإن صدُّوا
سلامٌ كأنفاس الرِّياض تأرجت ... سحيرًا وفي أرجائها البان والزَّند
أيا ساكني الزَّوار هل بعد بعدنا ... تدان ففي الأحشاء من بينكم وقد
تناسيتموني واضمحلَّت مودَّتي ... لديكم وقلتم غاله البين والبعد
وما عندكم أنِّي إذا هبَّت الصَّبا ... عراقِّية من أرضكم هزَّني الوجد
وأنشدني أيضًا لنفسه: [من الكامل]
من مبلغ الواشين لا نالوا المنى ... عنِّى إليه صادق الأعذار
والله ما رقدت جفوني بعدها ... إلاَّ لرقبة طيفها الزَّوار
ولما خزنت الدَّمع يوم وداعها ... إلاَّ لحفظ ودائع الأسرار