وأنشدني لنفسه ما كتبه إلى الصاحب /٢١٦ أ/ شرف الدين أبي البركات المستوفي:
[من البسيط]
أنَّي أعدُّ انقطاعي عن مقرِّكم ... كيما أحقِّقه من أعظم الحرب
فإن تجاوزتم عنِّي فحلمكم ... عن كلِّ صاحب جرم غير محجوب
ولي رسائل حمد أستغين بها ... مستوهب المسك منها نفحة الطِّيب
زهت بكم إربل الغرَّاء وافتخرت ... لمَّا عدت سلب الغرِّ المناحيب
كذا المبارك أنذَى حلَّ في بلد ... كساه بالفخر فضفاض الجلاليب
وافي الصيِّام فلا زالت ميامنه ... تنيله كلَّ مأمول ومطلوب
وانشدني لنفسه: [من الطويل]
ومن عجب أنِّي أرى ذا حشاشة ... بوجه لئيم من دجى البخل كالح
يؤمل أن يثنى عليه بصالح ... وهيهات أن يثنى عليه بصالح
وأنشدني أيضًا قوله: [من الخفيف]
لا يغرَّنكم تضاعف بشري ... عند لقياكم وفرط ابتسامي
إنَّ للسيف حين يشهر للضرب بروقا فيهنَّ ومض الحمام
وانشدني قوله في إنسان أتلف له بغلة ثمينة، ثم أتبعها بضياع محفورة ثم هجره /٢١٦ ب/ عقيب ذلك، وتجنّى عليه حتى أنه كاد أن لا يكلمه: [من السريع]
إنِّي وإيَّاه حديثٌ غدا ... أعجوبة بين الورى مثله
كنت أضافيه وأعتده ... ذخراً على الأيَّام ما مثله
ما باله يجتاز بي معرضًا ... عنِّي ويثني عامدًا نعله
كأنني ضيَّعت محفورة ... منه وأتلفت له بغله
وأنشدني لنفسه، وكان مقيمًا بخلاط، والخوارزمي يحاصرها في النوبة الأولى؛ وكتبها إلى الأمير أسد الدين أبي العباس أحمد بن عبد الله بن عيسى المهراني الكردي وهو أسير في يده. وكانت بينهما صحبة ومحبّة تتجاوز حدّ الوصف: -[من الكامل]
أأبثَّك الأشواق أم أشكو الَّذي ... أنا فيه من حذر ومن وسواس
هيهات لا إحداهما أنا قادرٌ ... أنِّى أعبَّر عنه في قرطاس