للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولقد سمعت من الكلام عجائبا ... زادت على عدِّي وحدِّ قياسي

وتعرَّض الأعداء بي لمَّا رأوا ... بيني وبينك ضجَّة الحرَّاس

/٢١٧ أ/ أولست تعلم أنَّني الخلُّ الَّذي ... يتلو محاسنكم مع الأنفاس

وإذا اعترى أمرٌ وفاجأ فادح ... يومًا يجود بروحه ويواسي

ولئن أتاح الله عودك سالمًا .. وأجاب فيك الدَّهر بعد شماس

فجميع ما لاقيت مغتفرٌ له ... إلاَّ فراقك يا أبا العبَّاس

وأنشدني لنفسه أيضًا: [من الطويل]

إذا أنت حقَّقت المكارم في أمرئ ... وأيقنت أنَّ المجد تحت ردائه

فزره ولا تخشى الملال فإنَّه ... يرى لك حقًا في لزوم فنائه

[٥٥١]

عمر بن محمود بن أبي عليِّ بن عليِّ بن أبي عليِّ بن محمود بن الربيع، أبو حفص الإربليُّ

يعرف عند أهل بلده بابن الموازينيِّ.

شاب أزرق العينين أشقر، ذو خاطر مؤات في الشعر المتزن، وفطنة حسنة في إنشائه؛ استظهر القرآن الكريم، وأخذ من العربية ما يعصمه من اللحن. ومال إلى حفظ الأشعار. وهو سريع الحفظ، ينشد البيتين والثلاثة مرة واحدة فيحفظها في الوقت ولم ينسها.

/٢١٧ ب/ وكان مولده سنة ثلاث وستمائة بإربل، وبها توفي في المحرم سنة ثلاث وثلاثين وستمائة.

أنشدني من شعره، يمدح الصاحب الوزير شرف الدين أبا البركات المستوفي –رحمة الله تعالى-: [من الخفيف]

هل إلى سالف الوصال وصول ... أم بقرب الحبيب يشفى الغليل

بعدت شقَّة الوصال على المشتاق فالجسم منه مضني عليل

حرَّم الغمض جفنه فقصير اللَّيل في جنب ما يلاقي طويل

<<  <  ج: ص:  >  >>