للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في هوى أهيف القوام له من ... جفن عينيه صارمٌ مسلول

إن تبدَّى فيدرتم منيرٌ ... أو تثنَّى فغصن بان يميل

هدَّ ظهري ثقلاً وأوهى اصطباري ... منه ردفٌ واف وخضر نحيل

كحل الجفن بالسُّهاد وصدَّ النَّوم عن مقلتي طرفٌ كيل

يا عذولي في حبِّ من شرح أشواقي إليه إذا يعدُّ يطول

لا تلمني فمسمع الصَّب عن ثقل استماع الملام واه كليل

ياخليلي وقلَّ في الحبِّ أن بوجد للعاشق المعنَّى خليل

كان ظنِّي أنِّي مدى الدَّهر لا أسلو وعن عهد حبِّه لا أحول

علَّمتني أفعاله كيف أسلوه وماذا –إذا سئلت- أقول

/٢١٨ أ/ فتسلَّيت واسترحت من التَّعذيب في الحبِّ واستراح العذول

حسب جسمي يطيق حمل أيادي ... شرف الدِّين فهو عبءٌ ثقيل

أنا من نائل المبارك ذي الإنعام في روضة النَّعيم أجول

لي من صوب راحتيه إذا أجدب ربعي سحاب جود هطول

ذو محيّا طلق وربع رحيب ... فيه للقاصد المجدِّ مقبل

يظهر البشر حين يأتي يروم النَّيل من جود احتيه النزيل

فهو في المكرمات فردٌ في دفع الأعادي عن نازليه قبيل

عمَّ إحسانه الأنام فأضحى ... وكثير الثناء فيه قليل

أسرع المعتفون يبغون جدواه وتأميلهم لديه دليل

غير بدعٍ يا إبن موهوب في ربع ... معاليك نزِّل التَّننزيل

يا وزيراً أشباهه وعطاياه قليل هذا وهذا جزيل

لحمي ربعه حقيقٌ بأن تطوى إليه صحاصحٌ وسهول

خزَّنا عند مدحه طربٌ حتى كأنَّ المديح فيه شمول

فلإنشاده نميل كأنَّ الغصن هبَّت له صباً وقبول

فليعش ما أحبَّ في خفض عيش ... فأمانيُّنا إليه تؤول

/٢١٨ ب/ وأنشدني لنفسه أيضًا يمدحه: [من الخفيف]

قم فقد آذن الدُّجى بالرَّواح ... ودعا بالفلاح داعي الفلاح

<<  <  ج: ص:  >  >>