للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتولَّت عساكر اللَّيل واستولت على هزمها جيوش الصّّباح

واحبنا من رضاب فيك بخمر ... ما علينا في شربها من جناح

فوق ورد من وجنتيك وآسٍ ... من عذاريك نزهة الأرواح

واسقنيها أولاً فصهباء كرمٍ ... خندريسًا تدعو إلى الأقداح

قرعتها يد المزاج وكانت ... لم تدلَّس من قبل ذاك براح

برزت في الدُّجى فعاد نهارًا ... فغنينا بها عن المصباح

يا نديمي قم نشرب الرَّاح صرفًا ... فكذا شربها بطيب افتضاح

في رياض يهدي إليك أريج المسك منها منثورها والأقاحي

يتغنَّى الحمام فيها بألحان تسري الهموم عجم فصاح

لا تراني إلاَّ إليها مدى الدَّهر عدوى الًَّذي ....

أين قلب الخليِّ مما كرهته أسهم الأعين المراض الصحاح

فاغتنم لذة الزَّمان وحاذر ... أن ترى يا أخا الخلاعة صاحي

لا تخف فاقة وقد بتَّ ترجو ... شرف الدِّين ذا النَّدى والسَّماح

/٢١٩ أ/ أريحيا ما في يديه مباحٌ ... وحمى العرض منه غير مباح

حجبته عن أن ينال بسوء القول سمر القنا وبيض الصِّفاح

يا أجلَّ الأنام قدرًا وأذكى النَّاس نشرًا ومن لديه نجاحي

حمد السَّائرون نحوك يرجونك سير الظَّلام عند الصَّباح

بات كفُّ الإعطاء منك لما خطَّته في الجود كف غيرك ماحي

فإلى وجهك البهي اشتياقي ... وإلى جود راحتيك التياحي

لك ذل الورى فليس لمن بتَّ تروم انقياده من جماح

واستقادت لك المنون .......... ... ......................

فأبق فالعاملون ما لم تكن فيهم جميعًا أولو أياد شحاح

وأنشدني لنفسه يصف فصّ النرد: [من المنسرح]

وذي جهات ستَّ له جسدٌ ... الجسم أمره وجبا

تجور في حكمه فتبذل في الطَّوع لديه اللُّجين والذَهبا

كأنَّه الدَّهر في تصرُّفه ... متى حبانا استرَّ ما وهبا

<<  <  ج: ص:  >  >>