وأنشدني نفسه، وكان يخدم باربل لمالكها مظفر الدين، فعوق نواب الديوان حامكيته. فكتب إلى المستوفي أبي البركات يلتمس منه إستخلاصها: [من الكامل]
مولاي يا شرف الأنام ومن له ... كفٌ تنوب عن السحاب إذا ونى
أنت الَّذي ما رام جودك آملٌ ... إلاَّ انثنى عجلاً وقد نال المنى
مالي أرى الأجناد من ديوانكم ... أخذوا جميع رقاعهم إلاَّ أنا
وأنشدني لنفسه: -[من الخفيف]
كفَّ عنِّي فما عليك ضماني ... خلِّ شأن الدُّموع تجري وشاني
فلقد شاقني إلى الشَّام برقٌ ... أين أرض الشَّام من جابان
مستهامٌ في هرث جابان يشتاق إلى النَّيربين فالميدان
وقصور بنهر باناس والولدان فيها تخالها كالجنان
/٢٢٢ ب/ كلُّ حلو الدَّلال معتدل القامة يسبى بطرفه الفتَّان
وغناء الأطيار يعنيك فيها عن سماع النَّايات والعيدان
حبذا، حبَّذا! ليال تقضَّت ... بينهم والشَّباب في العنفوان
حيث عقد اللَّذات منهم نظيمٌ ... شمل عيشتي في تداني
وحبَّا الزَّمان طلقٌ وأيَّام التذَلاقي من النَّوى في أمان
وورود الوصال عذبٌ وأغصان المسرَّات دانيات المجاني
غدر الدَّهر فافترقنا وهل ينكر غدرٌ من حادثات الزَّمان
وكان في خدمة أمراء إربل، فكتب إليه: [من الوافر]
أيا مولاي ركن الدِّين من لي ... سواك ومن بغيرك أستجير
أتعلم أنَّني في سوء حال ... وقد أضحى يماطلني الأمير
وتمسي الصَّافنات مضمَّرات ... فلا تبنٌ لهنَّ ولا شعير
لقد ضاقت على الأرض حتَّى ... كأنِّي في بلادكم أسير
وأنشدني لنفسه من أبيات: -[من البسيط]
والله ما غرَّدت في الأيك طائرةٌ ... ولا رأيت غريبًا فارق الوطنا
إلاَّ وقلت من الأشواق يا سكني ... ترى تعود ليال قد مضين لنا