أنشدني الأمير عيسى بن أقبوري لنفسه: [من مجزوء الكامل]
دنيا أراك وزهوكي ... سجنًا لمن فيه فضيله
سحقًا لزهو جمالك الفاني وحلَّتك الرَّذيله
إذ لا تدومي لا تكوني في التَّحكُّم مستطيله
يكى الورى من حلمك الموت الَّذي ما فيه حيله
وانشد أبو نصر أحمد بن إسماعيل بن أحمد الإربلي، قال: أنشدني الأمير عيسى لنفسه: [من البسيط]
ياذا الَّذي قال قولاً صادقًا ووفى .. ز وأفخر النَّاس قدرًا حيثما وقفا
إن كان للصَّبر حدٌّ في نهايته ... حد النِّهاية في الصَّبر الجميل كفى
لا زال بابك للرَّاجين ملتجأ ... فضلُّ عزمك للمعنى به كنفا
ما لاح صبحٌ وأضحت في ..... ... شمسٌ وأمسى ظلام اللَّيل منعكفا
[٥٦٣]
/٢٣٨ ب/ عيسى بن الفضل بن بشر بن عيسى بن مواهب، أبو الفتح، المعروف بابن البحريِّ النصرانيُّ الموصليُّ.
كانت ولادته بالموصل في ذي القعدة من سنة إحدى وثلاثين وخمسامائة. وتوفي بمدينة إربل ليلة الثلاثاء التي صباحها اليوم التاسع من المحرم من سنة اثنتين وعشرين وستمائة.
انتقل إلى مدينة إربل، وخدم الأمير قرطايا بن عبد الله المظفري، فحين قبض عليه الملك المعظم مظفر الدين كوكبوري بن علي –رضي الله عنه- حبس في جملة أصحابه وحاشيته. ثم أخرج فتولى الإشراف بالديوان ثم عزل عن ذلك، وصار عارض الجيش وتمكن من الدولة تمكنًا لم يتمكنه أحد من أبناء زمانه.
وكان خبيثًا رديء الباطن فيه شراسة خلق مع تهوّر وإقدام على الأمور. وكان يحفظ جمل من أشعار المتأخرين؛ معتنيًا بفن النثر. وله شعر كثير ولم يكن عنده شيء من الأدب؛ فلذلك جل شعره يوجد فيه لحن فاحش.