أنشدني الصاحب الوزير /٢٣٩ أ/ شرف الدين أبو البركات المستوفي باربل، قال: أنشدني أبو الفتح بن البحري لنفسه: [من البسيط]
إن غبت عنك فلي روحٌ بربعكم ... موقوفةٌ بين إخلاص وأشواق
وإن دهتني من الأيَّام نائبة ... فليس عيركم ياسادتي واقي
وإن جفوتم فمالي عنكم عوضٌ ... وإن نسيتم فظنِّي فيكم باقي
وأنشدني أيضًا، قال: كتب إلي عيسى بن البحري من الحبس، وأنشدنيه بعد ذلك: [من البسيط]
يا سادةًَ أشرقت لطفًا خلائقهم ... أنتم وجودٌ وكلٌّ غيركم عدم
ما نال من عبدكم سجنٌ أضرَّ به ... ما نال منه أليم الشُّوق نحوكم
وأنشدني، قال: كتب إلي أيضًا لنفسه: [من الطويل]
وعدتكم وعدًا وما كنت مضمرًا ... وفاء به إذ لم أكن قلت عن جدّ
وكم مرَّة وعد الكذوب وعدتكم ... فمن بعدها لا تزلموني بالوعد
وقال الصاحب أبو البركات فأجبته: [من الطويل]
وقيت الرَّدى ما ردَّها فيك خبرةٌ ... فيحمل هزل الوعد منك على الجدذِ
كذلك مازالت وعودك كلُّها ... على سائر العلاَّت كابية الزَّند
/٢٣٩ ب/ متى فهمت مضطرًا بوعد مسوَّف .. .فعجلت عقد الحلف من أوَّل العهد
وأنشدني الحسن بن علي بن شماس، قال: أنشدني عيسى بن البحري لنفسه:
[من المتقارب]
على الهمِّ انفقت شرخ الشَّباب ... وفي النَّائبات رماني الزَّمان
وفي كلِّ يوم حماي يباح ... ومالي يصاب ونفسي تهان
فياربِّ قد طال وقع الأذى ... أما لي من صرف دهري أمان
[٥٦٤]
عيسى بن سلامة بن سليم –بفتح السين- بن عبد الوراث بن عليِّ بن سليمان بن عبد الرحمن، أبو موسى الحضرميُّ الحميريُّ.
كانت ولادته بصقلية سنة سبعين وخمسمائة، ونشأ بالإسكندرية، وحفظ القرآن