للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرعايا بتسخير الله له ملوكًا، قبلت إشارته وامتثلت /٢٥٧ أ/ أوامره، وأسبغ الله على الكافة بحسن تدبيره، وحسنى تقديره، نعمه الباطنة والظاهرة، وهدى به سواء السبيل {فربُّكم أعلم بمن هو أهدى سبيلاً} فألف الله به الكلمة على أحسن نظام وأثبت أساس، واستقر به أمراء من الرعية، .... عنهم لباس البأس، وتكفل تأييد الملك وتأبيده في خير أمة أخرت للناس، ولسان حال الملوك يقول: وكفى به قائلاً، وبكافله كفيلاً".

وهذه القصيدة: [من البسيط]

ما شئت يا دهر فاصنع غير مقتصد ... وعدِّ عن قصد مقصودي ولا تعد

واستجلب العذر عن عذر وفيت به ... وخذ أمانك عن خوفٍ يدًا بيد

فقد حللت حمى لو يستجير به ... حمى كليب لاضحى في حمى الأسدي

الصَّاحب الصَّدر زين الدِّين من بلغت ... به علاً أمدًا أربى على أمد

قاضي القضاة الَّذي أضحت مناقبه ... مؤسَّساتٍ من التَّقوى على عمد

يهدي عقول الورى من علم علمٌ ... اناف فوق شناخيب النُّهى الجدد

تضيء أنواره من نار فكرته ... فتنجلي الحكم القدسيَّة المدد

وتستقلُّ أياديه وإن كثرت ... فكم أياد له عند الورى ويد

/٢٥٧ ب/ صدرٌ أقام قناة الملك عن أودٍ ... في صدرها فانثنت عن ذلك الأود

نائي المحلِّ تراه من تواضعه ... للخلق في صبب من ذلك الصُّعد

سدَّ الثُّغور وقد سدَّت مسالكها ... عن العقول برأي صائب سدد

ومهَّد الملك حتَّى أصبحت حلبٌ ... في درِّ ضرع المنى للوقذ في الصَّفد

مضى لمصر فأمضى من عزائمه ... بيضًا تقدُّ قلوب الأسد في الزَّرد

بدت لهم معجزاتٌ من مناقبه ... فأرسلوه لها في طالع السعد

فقام بالحقِّ لا يلوي مناصحة ... فيما تنال به الأخرى على أحد

فآمنت بهداه أمَّةٌ سبقت ... لها من الله حسنى الفوز والرَّشد

فاستوسق الملك وانجابت بهمَّته ... دجى الخطوب ودام الملك للأبد

<<  <  ج: ص:  >  >>