وعاش من كان يخشى الموت في حلبٍ ... ومات أعداؤه من شدَّة الكمد
وكان أكبر عيد يوم مقدمه ... مهنَّأ بالمنى في النَّفس والولد
تباشر النَّاسفي لقياه واحتشدوا ... له بأجمل ما يلقى من الحشد
قل للمحدِّث عن أخباره سؤدده ... حدِّث حديثًا صحيحًا عالي السَّند
وانثر على صفحات الدذَهر من مدحي ... فيه بديع نظام اللؤلؤ البدد
وقابل العالم العوي أجمعه ... منه بكلِّي فضل فيه متَّحد
/٢٥٨ أ/ وعفِّر الوجه في ناديه إنَّ به ... مسكيَّ ترب به يشفى من الرَّمد
وراجع الفكر وارجع عن مهابته ... حسير طرفك والحظ لحظ متَّئد
تلحظ جلال جناب تقشعرُّ له ... جلود كلِّ عظيم الجأش والجلد
وهمَّةً ضاقت الدُّنيا بما رحبت ... عن حملها وسطا الصَّمامة الفرد
وقاضيًا أحكمت أحكامه حكمًا ... جلَت فحلَّ ت ظلام الظُّلم والفند
مؤيِّدًا حكم دين الله مجتهدًا ... فيه بما يرتضيه كلُّ مجتهد
ياذا الَّذي صيغ من طيب ومن زبدٍ ... وغيره صيغ من طين ومن زبد
تبارك الله ما اولاك من رجلٍ ... بفضل ما حزت من سمتٍ ومن رشد
كم اجتهدنا على عيبٍ نعيذ به ... كمال مجدك من عين فلم نجد
لفظ الفضيلة لم توضع حقيقته ... إلاَّ عليك فمن ينقله لم يفد
وحلَّة المحد مذ ألبستها يفعاً ... ساودت علاك فلم تنقص ولم تزد
أعيذ يا وحد الدُّنيا وصاحبها ... فضلاً خصصت به بالواحد الصَّمد
ونلت في قرَّتي عين الفضائل ما ... تختار من أملٍ يبقى مدى المدد
ففي الكمال كمالٌ جلَّ مبدعه ... وفي البهاء بهاء غير منتقد
فلله حركة أوجبت سكون ما انزعج من الخواطر، وبركة ردت /٢٥٨ ب/ سحائب الفتن وهي قواطر مواطر، وهمّة أسدية قامت مقام القَّنا والقنابل، والبواتك البواتر حين كادت ترجف الأرض والجبال {وكانت الجبال كثيبًا مهيلاً} فغلب