للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بحمد الله على ما أراده من إصلاح الدولة الصلاحية. وكان من حزب الله عالبًا، واحكم ما حكم به من مصالح النصائح شاهدًا وغائبًا، وقضى للغائب وعليه كان قضاءً نافذًا واجبًا. والقاضي إذا قضى للغائب وعليه كان قضاؤه جائزًا مقبولاً".

وأنشدني لنفسه مهنيًا الملك الأشرف بفتح دمياط من قصيدة أوِّلها: [من البسيط]

الله أكبر هذي أكبر الرُّتب ... شاهت لها أوجه الاوثان والصُّلب

وحصحص الحقُّ وانجابت غياهبه ... واجتثَّ دابر أهل الشِّرك والرِّيب

وصدَّقت عزمات السِّيف ما كتبت ... أيدي الغيوب من الأنباء في الكتب

كادت تنوب بني الإسلام نائبةٌ ... من الفرنج فكادتهم يد النُّوب

من بعد ما شام أهل الشَّام قاطبةً ... منهم بمصر بروق الأين والوصب

وغادروا ثغر دمياط وبرزخه ... تبكي عليه جفون الدِّين والحسب

/٢٥٩ أ/ طمَّت عليهم سجالٌ منك زاخرةٌ ... فلجَّجت بهم في لجَّة العطب

غضبت لله يا موسى وما علموا ... بأن رضوانه في ذلك الغضب

وأجَّجت يدك البضاء بينهم ... نارًا فكانوا لها من جملة الحطب

هم الفراش فمهما ألهبت لهبًا ... أنوارها سقطوا في ذلك اللَّهب

يا للعجائب! عيسى وهو عندهم ... ربٌ دعاهم إلى التَّقوى فلم يجب

ولم يزل وهو روح القدس ينذرهم ... آيات موسى وما فيها من العجب

فجاء عيسى رسولاً من محمَّده ... إلى أبي الفتح موسى البطش والرَّهب

علمًا بأنَّ اليد البيضاء ما برحت ... تبدي لموسى بمصر آية العجب

فجاء موسى لدمياط على قدر ... والنَّصر يقدمه في حجفل لجب

وحال ما بين دمياط وبينهم ... بكلِّ مرتقب للهول مرتكب

بكل قلبٍ كأنَّ السُّمر أضلعه ... لم يهف قلبٌ له يومًا ولم يجب

قجاء فرعون عكَّا خائفًا وجلاً ... يبغي إمامًا ينجِّيهم من الرُّعب

مستيقنين بأنَّ الله خاذلهم ... وأنَّ مرجعهم للسَّيف والهرب

وأين يهرب من موسى وفي يده الدُّنيا جميعًا وحبل الله في الطَّلب

فسلَّموها وما جادوا بهعا كرما ... لكنَّهم فدوا المسلوب بالسَّلب

<<  <  ج: ص:  >  >>