[٥٧٩]
فضلان بن أبي الفرج بن فضلان، أبو الطيّب الذميُّ الواسطيُّ الضرير.
كان شاعرًا فطنًا يجيد نظم الشعر في القصائد والمقطعات. وكان مع ضرره ذكيًا لطيف الحس حسن الخاطر يلعب بالشطرنج بقلبه فلا يكاد يغلبه أحد. خرج عن العراق إلى بلاد الشام وانقطع خبره هناك.
أنشدني الصاحب الوزير شرف الدين أبو البركات المستوفي- أدام الله سعادته- قال: أنشدني أبو الطيب لنفسه يمدح عليًا- عليه السلام- ويذكر إذمامه لليهود:
[من الرجز]
إن عادلي من الشَّباب ما فرط ... عاد بكم عيشي وهو مغتبط
لله أيام الصِّبا لآلئًا ... لولا امتناع نثرها أن يلتقط
وسائرين ما علت قبابهم ... يوم النَّوى إلَّا وجدِّي قد هبط
/٢٧٧ ب/ أيَّان ... البين مع ... كلِّ عقال لمطاياهم نشط
تحمَّلوا من حوملٍ وجاذبوا ... سقط اللِّوى والقرص غربًا ما سقط
حتَّى إذا ميط برى مطيِّهم ... وحلَّل الرَّكب عرى الرَّحل وحط
ومدَّ داجيه الهزيع وغطا ... شبابه من فرق الصَّبح الشَّمط
قمت قصير الخطوات خائفًا ... أن ينظر الحبُّ مشيبي قد وخط
أقول: هب لي قبلةً أحيي بها ... ما شطَّت الدَّار، فقال: ذا شطط
ومنها في مديحه- صلوات الله عليه وسلم: -
وقائلٍ تمدحه ولست من ... ملَّته ما ذاك منَّي بفرط
هذا حبانا عربيَّ ذمَّةٍ ... من بعد فتك الرُّوم فينا والنَّبط