وأغنَّ تخجل سافرًا أو عاطنًا ... منه الغزالة والغزال الجائد
لحظات عينيه أسودٌ إن رنا ... وإذا لوى أصداغه فأساود
ما حلَّ عقد عزائمي لو لم يكن ... في مقلتيه لسحر بابل عاقد
أبكى جفوني وهو منِّي ضاحكٌ ... وأطار نومي وهو عنِّي راقد
وأضاع قلبي في الهوى فنشّدته ... ولقد أرى بيديه ما أنا ناشد
صنمٌ به انحلَّت عزائم ذي التُّقى ... ولكم قد انعقدت عليه عقائد
يبدو فيشهد من رآه بأنَّه ... في الخلق معبودٌ وأنِّي عابد
سكران خمرة ريقه فكم اغتدى ... وهو المفيق له عليَّ عرابد
فعلت شمائله فعال شموله ... إنَّ الشَّمائل والشَّمول لواحد
ولربَّ وانٍ بات ينهض عزمتي ... واللَّيل حيث النَّجم طافٍ راكد
ويقول دونك والسُّرى فلطالما ... نجحت مطالب بالسُّرى ومقاصد
فلئن نهضت فإنَّ حظَّك ناهضٌ ... ولئن قعدت فإنَّ حظَّك قاعد
فجب البلاد عساك تلقى ماجدًا ... تضحى وأنت به لقصدك واجد
ويكفُّ عنك أكفَّ دهرك كفٌّ يطول بها عليه وساعد
/٢٨٦ أ/ فأجبت كيف أبين عن أرضٍ لها ... منِّي طريف هوى وشوقٌ تالد
أرض غياث الدين فيها جنتي ... وأبو محمَّد الجواد الماجد
الشَّامخ الرُّتبات وفر عطائه ... دانٍ ونيل علائه متباعد
ذو الجود لو يحكي ندى يده الحيا ... لم تبد فيه بوارقٌ ورواعد
وأخو الخلائق سهلةً لعفاته ... ولمن يعاديه سطاه شدائد
والمكرمات على الظَّلام كواكبٌ ... منها وفي جيد الزَّمان قلائد
والمجد أنسى النَّاس ما أنساهم ... من أوَّليهم جدُّه والوالد
أعلى ذراه وساد لمَّا شاده ... فلنعم سائدة ونعم الشَّائد
سامٍ إلى الشَّرف الأثيل يجوده ... والجود للشَّرف الأثيل مصائد
وبمنطقٍ لو شاء حاز بلفظه ... منه معاني القول وهي بدائد
ينسي الأمانيَّ النُّفوس فتنني ... منها إليه أزمَّةٌ ومقاود
فيخاله العجلان ما هو طالبٌ ... ويخاله الظَّمآن ما هو وارد