وقد توجه قاصدًا إليها.
أدركته وسمعته ينشد السلطان الملك الظاهر- رحمه الله- قصائد من شعره. وهو القائل في الكمال عمر بن أبي صالح بن العجمي لمّا غضب عليه السلطان الملك الظاهر في مجلسة بمحضر من أكابر حلب، وسيّره إلى السجن، بسبب سواء أدبه في قضية تتعلق بمجلس الحكم، طعن فيها على الصاحب قاضي القضاة بهاء الدين يوسف بن رافع بن تميم الموصلي الأسدي- رحمه الله تعالى-: [من السريع]
قالوا: غدًا في حلبٍ شهرةٌ ... عميرة الطَّاغي بها الملحد
فالنَّتف في لحيته مبرقٌ ... والصَّفع في قمَّته مرعد
وما سمعنا قطُّ من قبلها ... عميرةٌ تصفع بل تجلد
قال القاضي الإمام أبو القاسم/ ٢٨٥ أ/- أيده الله تعالى- وأنشدينها على غير هذا الوجه: [من المتقارب]
وقالوا: عميرة قد أحضروه ... لكي يصفعوه ألا فاشهدوا
. في محفلٍ شخصه ... بحر وفي الطَّوق منه يد
وكفٌّ إلى رأسه مبرقٌ ... ونعلٌ إلى قبه مرعد
فقلت: على أيِّما حالة ... لقد غيَّر الدَّهر ما يعهد
وما كنت أعرف من قبلها ... عميرة يصفع بل يجلد
وقال أيضًا: [من الكامل]
أخفي الهوى وله عليَّ شواهد ... وأوفِّر العبرات وهي شوارد
وأروم منه تخلُّصًا فيقودني ... قود الحبيب من الصَّبابة قائد
ومتى يفكُّ إسارعانٍ ماله ... عونٌ سوى زفراته ومساعد
أم هل متى يشفى غليل متيَّم ... عزَّت عليه من الشِّفاء موارد
أو ليس غبنًا أن أهيم بموردٍ ... عود الآراكة منه دوني وارد
وبمهجتي رشًا نصبت حبائلي ... لأصيده فارتد وهو الصَّائد
ظبيٌ تقرُّ بقتلتي وجناته ... وجفونه لفتورهنَّ جواحد
/٢٨٥ ب/ إن ماج ردفًا قلت: حقفٌ مائجٌ ... أو ماد عطفًا قلت: غصنٌ مائد