للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: [من الطويل]

ومالي إلى العلياء ذنبٌ عملته ... ولا أنا عن كسب المحامد باعد

ولكنَّني لمَّا نهضت إلى العلا ... بأسبابها لم يجد في الجدِّ قاعد

وأنشدني القاضي الإمام الصدر السعيد كمال الدين أبو القاسم عمر بن أحمد بن أبي جرادة بحلب- حرس الله مدته- قال: أنشدني الشيخ العالم أبو محمد القاسم بن القاسم الواسطي /٢٨٩ ب/ في شهر شعبان سنة سبع وستمائة لنفسه بحلب يمدح السلطان الملك الظاهر غياث الدين غازي بن يوسف بن أيوب بن شاذي- رحمه الله-: [من الطويل]

وقفنا على حكم الهوى نعلن الشَّكوى ... بألفاظ دمعٍ تفضح السِّرَّ والنَّجوى

وكانت لنا دعوى من الصَّبر قبلها ... ولكن دموع العين أبطلت الدَّعوى

وقد كنت قبل البين جلدًا تهزني ... تباريح شوقٍ سرها في الحشا يطوى

وأحمل ثقل الوجد والرَّبع آهلٌ ... ولكن إذا ما الرَّبع أقوى فلا أقوى

ولي وقفةٌ بين الحمول تقسَّمت ... فؤادي أقسام النَّوى بينهم تنوى

ذويت بها واهتزَّ غصني وربما ... يعود اهتزاز الغصن من بعدها يذوى

وما ساعة التَّوديع إلَّا بغيضةٌ ... ولكنَّها تهوى لتقبيل من يهوى

وفي الحلَّة الحمراء ظبيٌ كناسه ... فؤادي فلا يبرين يرعى ولا حزوى

تخيره روضًا أريضًا وموردًا ... نميرًا فما تغشاه ريَّا ولا أروى

له فتكاتٌ بالحجى بابليَّةٌ ... أحاديثها عن جفنه فى الورى تروى

نوافث في الألباب سحرًا ونشوةً ... إذا خطرت في خاطر أنشأت بلوى

/٢٩٠ أ/ فلا تنكروا خمرًا حوته لحاظه ... من الأشنب المعسول والمبسم الأحوى

وما ضعف جسمي من ضعاف جفونه ... ولكنَّها تقوى فتسطو أنا الأقوى

ولم أر خمرًا قبلها في كؤوسها ... تخامر ألباب الرِّجال فتستهوى

كأنَّ غياث الدِّين غازي بن يوسفٍ ... أسرَّ إليها من خلائقه نجوى

<<  <  ج: ص:  >  >>