للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أشدُّ ارتياحًا نحو طلعة معتف ... من المفلس الحاوي المدين إلى الفلس

وأفقه في تدريسه من محمَّد ... وأجود من كعب وأخطب من قسَّ

مناقب لو أنَّ الحرابىَّ مرة ... بصرن بها استنكفنً عن خدمة الشَّمس

ويغدو على طرف من الشقر كلَّما ... رأته إماء الحيِّ وافته للقبس

على سابح من خلفه الوهم طالع ... وأهون شيء عنده درك الأمس

فتًى سار منه خلفه وهو فاغم ... ولا فغمة المسك الخرائد للعرس

له الصَّفو من ودِّي وإخوته الألى ... غدوا من سهام الرِّبع للدين حكالتُّرس

لفتيان صدق ما اقتنوا طول عمرهم ... سوى البحث والإفتاء والوعظ والدَّرس

لأربعة شادوا العلا بعد شيخهم ... فقد بني الإسلام منهم على خمس

بنور إلهيٍّ عليهم وزهدهم ... وعلمهم أضحوا ملائكة الإنس

فعاشوا لترشيح الهدى ويراعهم ... بصائبة الأحكام يقطر في الطِّرس

قال أيضًا: [من الطويل]

أيجمل منِّي نحو ذيَّالك الرَّشا ... سلامًا لصدغيه وحالي مشوَّشا

وإنِّ لوجدي أستضيء لدى الحمى ... بشعلة أنفاسي إذا اللَّيل أغطشا

/٣٠٠ أ/ ويرحمني العذَّال حتَّى يقول لي ... أموقد ناربين جنبيك أم حشا

وهل يرد الجرعاء منِّي تحيَّة ... على طرفيهاً رونق العهد قد مشى

وإنِّي قد كتَّمت سرِّي وإنَّما ... برغمي صوب المدمعين به فشا

كما أنَّ صدر الشَّرق أخفى سخاءه ... ولكنَّه بشر الجبين به وشى

متى جحدت نعماه أنهض جوده ... شهوداً من الإحسان لا تقبل الرِّشا

وإن هزَّة الإطراء ثم تبجسَّت ... أياديه لم تشكر له فقد انتشا

أيلحقه الوهم القطوف إذا سعى ... لإدراك غايات العلا متكمِّشا

لك المنهل المكسيُّ مازال نقعه ... يعلَّل صلاَّ في يمينك أرقشا

فيلفظ في منسابه ولعابه ... حتوفًا وأرزاقًا على حسب ما تشا

<<  <  ج: ص:  >  >>