وقال أيضًا: [من الطويل]
سرى ناشداً أنسي قضيبًا من الآس ... فناولني الصَّهباء والشَّهد في كاس
وأرشدني وهنًا لتقبيل خاله ... وميض ثناياه وشعلة أنفاسي
ولو لم يكن يلقى على حرِّ خدِّه ... من الطُّرَّة السَّوداء ظلمة أنفاسي
إذاً لأضاء اللَّيل حتَّى انجلت لنا ... هواجس تخفيهنَّ أفئدة النَّاس
وقال أيضًا: [من البسيط]
/٣٠٠ ب/ سناجبينك مهما لاح في الظُّلم ... بتنا نطالع منه فسحة الكرم
إن يزرع النَّاس في أخلاقهم كرمًا ... فالبدر من جودك الطنان بالدِّيم
تبدو على أشقر خضر حوافره ... بحراً تلاطم أمواجًا على ضرم
تشمُّ عندك صيد العجم لخلخةً ... من الرُّغا بآناف من القمم
كادت لحبِّك تأتي وهي ساعية ... على الرُّؤوس بدون الرَّأس والقدم
من ظنَّ غير نظام الملك ذا كرم ... نادى به لؤمة "استسمنت ذا ورم"
أفديك ذا منظر بالبشر ملتحف ... عن صبحي اليمن والإقبال مبتسم
يد الجلال وشت في لوح بهجته ... "النَّاس من خولي والدَّهر من خدمي"
فلو أناف على هام السُّها وطني ... لما لوت نحوه أجيادها هممي
على النِّداء وقفت أيَّامه وعلى ... نشر المحامد منه السن الأمم
ما جئت أخدمه إلاَّ وقد سحقت ... يدا تلطُّفه عطراً من الشِّيم
رفَّ النِّدا نحوه عطراً مخدَّرة ... لولاه زفَّت إلى كفء من العدم
يريه شعري نجوم اللَّيل طالعة ... والنَّيرين معًا في مشرق الحلم
لا زال مثل هلال العيد حضرته ... في الحسن واليمن والإقبال والنِّعم
وعاش للملك يحميه وينصره ... فالملك من دونه لحم على وضم
/٣٠١ أ/ ودام كاليم للعافين ملتطمًا ... بنانه وهو مرشوف بكلِّ فم