ويهيج شوقي ما يحمّل نشره ... من عرف هذا اليح والظّيّان
وأقدر علي دمل الهوى لا توده ... فلربّ مطعون بغير سنان
ومصارع العشّاق لو أبصرتها ... لعلمت كيف مقاتل الفرسان
ومهفهف ولع الصّبا بقوامه ... ولع الصّبا سحرًا بغصن البان
خضت الدّجى أجناب دون لقائه ... غضب الرقيب ونفرة الغزلان
ومسندين إلى الصّواهل ألصقوا ... بقلوب أهواء أكفّ طعان
يتقيّلون إذا الهجير علاهم ... بظلا ماركزوا من المرّان
وإذا الصريخ دعاهم لملّمة ... لبته عنهم ألسن الخرصان
عانقته فلثمت معسول اللّمى ... حلو المقبّل فاتر الأجفان
وكأنّما قلبي وقد فارقته ... أخذت عليه كواسر العقبان
خذ] لي [أمانًا من لحاظك وأكفني ... ما أشتكي من لاعج الأحزان
يا كاسر النّجلاء دوني ناظرًا ... أبدًا إليّ بمقلة الغضبان
متسخّطا فقري الذي أعتدّه ... مما أصول به على الأقران
لا ترض لي طلب الغني مترددًا ... ما بين ذل الهوى وذل الهوان
وله: ] من الكامل [
يا واحد الدنيا الذي تاهت به ... إذ زينت أيّامها آثاره
جود حبي بيراعها ووراءه ... بأس حمى أقطارها أنصاره
يعطي فيعطي وافدوه كما جرى ... بحر سقت ما حوله أنهاره
إن أخرس النيران أرباب القرى ... دعت الضيوف لما قراه ناره
نهضت به همّاته فنمى إلى ... أفق العلاء عظيمة أخطاره
إن قايسوه بالملوك وأخطأوا ... وفّت على أقدارهم أقداره
فإذا هم تبعوه في نيل العلا ... وجدوا مداه لا يشق غباره
زانت عطاياه طلاقة وجهه ... كالرّوض زان نباته نوّاره
كم آمل حكمت له آماله ... في ماله فغدا بما يختاره
يا أيّها الملك الرحيم أنلتني ... ما جلّ عن قدري له مقداره
حلو الطلاقة للنّوال يمينه ... مر الحفيظة للنّكال يساره