ملأت صنائعك الزمان فأهله ... تثني بما يثني عليك نهاره
طابت بعدلك فيه عيشة أهله ... وصفت لهم بنعيمه أكداره
] وتناهبوا اللذات فيه لطيبه ... فكأنّما آصاله أسحاره [
وكأنّما نظر الربيع أوانه ... فتبسّمت عن حسنه أزهاره
طوبى لمادحه وإن لم يوفه ... ما يستحقّ فقد زهت أشعاره
يبلي عذاري مدحه النّامي به ... أبدًا ولا يبلي به أعذاره
وافاك شهر الصوم يروي ما رأى ... من صالح لك في غد أخباره
فاسعد به أبدًا فقد ضمن العلا ... لك بدره وهلاله وسراره
أشبهته شرفًا فأقبل ليله ... يحكي أبتسامك للنّدى أنواره
هيهات ذلك فات بشرك للنّدى ... أنواره فقد أستبن خساره
يثني عليك صيامه فإذا انثني ... أثني عليك بمثله أفطاره
وقال: ] من الكامل [
لا تتعبوه وتتبعوا أتعابه ... ودعوه يبليه الهوى بعذابه
دنف يودّ بأن يموت صبابة ... ويكون ذلك في رضا أحبابه
بعدت محلّته وشطّ مزاره ... ونأت به الأيام عن أترابه
فإذا وصلتم سالمين إلي الحمى ... فقفوا أمام الحيّ دون قبابه
قولوا: السلام عليكم من ممرض ... لو عدتموه حظيتم بثوابه
فإذا سئلتم عنه قولوا قد قضى ... ذاك الذي خلّفتموه لما به
أغفلتموه فلا جواب رسوله ... أدّيتموه ولا جواب كتابه
حاشاكم والجود من أخلاقكم ... أن تبخلوا عنه بردّ جوابه
وأنا الفداء لشادن ملّكته ... قلبي فنازعني مكان حجابه
حلو التّثني والقوام كأنّما يختال غصن البان في أثوابه
خاض الدجى يجتاب دون زيارتي ... سمر القنا مركوزة في غابه
أفنيت للي كلّه بعناقه ... وبلثم عارضه ورشف رضابه