للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويتواضع لديه ويجله ويبالغ في كرامته.

وكانت ولادته سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، وتوفي بهراة يوم عيد الفطر سنة ست وستمائة- نور الله ضريحه وبرد صفيحه- فلقد كان آية من آيات الدنيا، ومحاسن الزمان.

أنشدني أبو المعالي عبد الجبار بن محسن بن مزني بن عبد الجبار الجيلي الهمامي؛ قال: قرئ على شيخنا أبي الفضل محمد بن عر الرازي لنفسه، وأنا أسمع: [من الطويل]

نهاية إقدام العقول عقال ... وأكثر سعي العالمين ضلال

وأرواحنا في وحشةٍ من جسومنا ... وحاصل دنيانا أذى ووبال

وكم قد رأينا من رجال ودولة ... فبادوا جميعًا مسرعين وزالوا

وكم من جبالٍ قد علت شرفاتها ... رجالٌ فزالوا والجبال جبال

وقال أيضًا: وهي القصيدة التي لقبها بالهادية: [من الكامل]

يا طالب التوحيد والإيمان ... أبشر بكل كرامةٍ وأمان

واعلم بأن أجل أبواب الهدى ... تقرير دين الله بالبرهان

وأعز خلق الله ناصر دينه ... بالعقل والأخبار والقرآن

فإلهنا بعلو عز جلاله ... متقدس عن .... الإيمان

فردٌ قديمٌ دائمٌ لصفاته ... من غير وهم تعاقب الأزمان

حارت عقول الخلق في سبحاته ... وعلا على الأفهام والأذهان

خضعت له الأرواح والأشباح في ... تسبيحها وتخر للأذقان

العرش في عرصات عز جلاله ... متبلد كالواله الحيران

والجسم في درجات نور كماله ... مستحقر مثل الخيال الفاني

<<  <  ج: ص:  >  >>