للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لو كان عرشيًا لكان مركبًا ... ولكان كالإنسان في الجثمان

لو جاء قيوم السماء بذاته ... يوم القيامة كان في الحدثان

لو كان ينزل من أعالي عرشه ... لإفاضة الإحسان والغفران

لتبدلت أوصافه في ذاته ... ولكان ذلك غاية النقصان

من كان هذا دينه فكأنه ... قد فاق أهل الشرك في الخذلان

أو كان هذا منتهى توحيده ... فعليه محض لعائن الرحمن

ومحمد خير البرية جاءنا ... بشريعةٍ تهدي إلى الرضوان

فمن المحال محبه في دينه ... بالسخف والتشبيه والبهتان

لولا التغير والتناهي لم يكن ... بالنجم ما يرميه بالحدثان

يا من توحد في وجوب وجوده ... وعلا على الأشياء لا بمكان

يا حي يا قيوم يا محيي الورى ... يا دائم المعروف والإحسان

يا منتهى أملي وغاية رغبتي ... وعليك معتمدي بكل أوان

أدعوك دعوة خاشعٍ متخوف ... متلهف من كثرة العصيان

لا تشغلني عن جلالك لحظة ... بشواغل الأفلاك والأركان

لا تحجبني عن جلالك لمحة ... في لاحق الأحياز والأحيان

أنت الذي خلق الخلائق كلها ... بدلالة الحدثان في الأعيان

أنت الذي خلق الخلائق كلها ... بشهادة الإحكام والإتقان

أنت المريد لخيرنا ولشرنا ... في طوري الوجدان والفقدان

أنت المغيث لنا وكاشف ضرنا ... ومجيز جاهلنا من النيران

وأنا الضعيف المستجير بفضلكم ... عند البلى في ملبس الأكفان

قد هد أوصالي وأضعف قوتي ... طول الزمان وكثرة الأحزان

وسئمت ما قد كنت أطلب قربه ... ومللت طول مكائد الأقران

ما تم ستون الحياة وليتني ... عانيته في موقف البطلان

إني أرى الدنيا مقام متاعب ... ومصائب موصولة الدوران

وأرى سعادة أهلها كالماء في الـ ... ـسيلان أو كالثلج في الذوبان

ورأيت أرباب الضلال تعاونوا ... في الإثم والتلبيس والعدوان

<<  <  ج: ص:  >  >>