للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وزر لصاحب الأندلس الأمير أبي سعيد عثمان بن عبد المؤمن.

وكان شاعرًا مجيدًا، عالمًا بليغًا، ذا أدبٍ كثير، وفضلٍ شهير، له قصائد مسمطة، ورسائل مدونة، وشعر فصيح، وترسل مليح، وموشحات بارعة، وكتابة رائعة.

رحل إلى الإسكندرية وسكنها، إلى أن توفي بها يوم الخميس سلخ شعبان سنة خمس عشرة وستمائة.

وأنشدني الفقيه أبو موسى عيسى بن سلامة الإسكندري المقري باربل سنة خمس وعشرين وستمائة؛ قال: أنشدني الوزير أبو الحسين محمد بن أحمد بن جبير لنفسه في الحجاج: [من الرمل]

يا وفود الله فزتم بالمنى ... فهنيئًا لكم أهل منى

قد عرفنا عرفات معكم ... فلهذا برح الشوق بنا

نحن بالمغرب نجري ذكركم ... فغروب الدمع تجري هينًا

أنتم الأحباب نشكو بعدكم ... هل شكوتم بعدنا من بعدنا

علنا نلقى خيالًا منكم ... بلذيذ الشوق وهنا علنا

لاح برق موهنًا من أرضكم ... فلعمري ما هنا العيش هنا

صدع الليل وميضًا وهنا ... فأبينا أن نذوق الوسنا

كم جنى الشوق علينا من أسى ... عاد في مرضاتكم حلو الجنى

<<  <  ج: ص:  >  >>