للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدمشقي، بها سنة أربعين وستمائة، قال: أنشدني الوزير الأجل العالم أبو الحسن محمد بن أحمد بن جبير لنفسه بدمشق سنة خمس وثمانين وخمسمائة: [من المتقارب]

صحبت الزمان وقابلته ... بصبرٍ جميلٍ إذا الخطب نابا

وأنشدني؛ قال: أنشدني لنفسه: [من المجتث]

أقصر عن الغي كم ذا ... تدعى لرشدٍ وتابى

لا يسلم العبد إلا ... إن استقام وتابا

وأنشدني؛ قال: أنشدني لنفسه: [من مجزوء الخفيف]

قل إذا جئت مجلسًا ... وسمعت المزاح مه؟

واجتنب كل موردٍ ... فيه تلقى المزاحمة

وأنشدني؛ قال أنشدني له: [من المتقارب]

خلعت العذار بشيب العذار ... فما يقبل اليوم منك اعتذار

وقالوا المشيب وقار الفتى ... وهذا المشيب فأين الوقار؟

جلا صحبه عنك ليل الشباب ... فشمسك مؤذنة باصفرار

أراك صحبت حياة الغرور ... وتسحب جهلًا ذيول اغترار

ألست ترى كدرًا صفوها ... ونجمك قد مال يبتغي انكدار

وكيف تنام على غرة ... وسيف المنية ماضي الغرار

فلو كنت تحذر صرف الردى ... إذًا لنفى النوم عنك الحذار

عبرت مراحل عمر الأشد ... ولست أرى لك فيها اعتبار

وجرت بها عن طريق الهدى ... ضلالًا وتغدو غدًا أن تجار

أتاك الرحيل فشمر له ... فإما إلى جنةٍ أو لنار!

وكيف تقر بدنياك عينًا ... ولم تدر أين يكون القرار؟

وأنشدني؛ قال: أنشدني أيضًا من شعره: [من الوافر]

بني الإسلام جدوا في الجهاد ... بسمر الخط والبيض الحداد

وبيعوها فربكم اشتراها ... نفوسًا تربحوها في المعاد

<<  <  ج: ص:  >  >>