للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٦٢١]

محمد بن إسماعيل بن حمدان، الشيخ الأديب، أبو بكرٍ الحيزاني مولدًا.

أقام بالجزيرة العمرية، واستوطنها، وكان جمهوريًا من أهل السنة، حافظًا للقرآن الكريم، فقيهًا شافعيًا، يعرف الأدب جيدًا.

امتدح الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب على الموصل، وكانت جائزته ثلاثمائة دينار، وتشريفًا وفرسًا، وولاه حسبة بيت المقدس، ثم تقلد القضاء بنابلس، وعاد إلى الجزيرة، وصار محتسبًا، وبقي إلى بعيد الستمائة.

أنشدني أبو الحسن علي بن عثمان بن دينة الواعظ الجزري، قال: أنشدني أبو بكر محمد بن حمدان لنفسه، يمدح الملك الناصر صلاح الدين- رضي الله عنه-: [من البسيط]

لما رأتني مجدًا أزمع السفرا ... وأنها بعد عينٍ لا ترى أثرا

قامت تودعني في الليل سافرة ... فقد السفر أن الصبح قد سفرا

ثنيت أثناء كمي دون صفحتها ... وقلت ناموا فبرق في الظلام سرى

سأبتغي الغاية القصوى فإن سلمت ... روحي رجعت وإلا فسمعي خبرا

بيني وبين الغنى ما بين راحلتي .. وأرض مصر ولكن ربما قصرا

لبيس الغنى لي في أرضٍ ولا بلد ... لكنه في يدي ملك إذا ذكرا

خرت ملوك بلاد الله ساجدة ... اثني عشر كوكبًا والشمس والقمر

كان أبو بكر بن إسماعيل بن احمد بن حمدان الجزري، له محبوب فجرى بينه وبينه كلام فتغاضبا، فبقي مدة سبع سنين هاجرًا له، لم يكلمه، فرآه ذات يومٍ راكبًا فلم يحس به أبو بكر إلا وقد نزل يقبل يديه ورأسه، وقال: إلى كم هذا الجفاء

<<  <  ج: ص:  >  >>