للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هل تونسان الظباء سانح ... قد شابهتها الكواعب الخرد

تهيج أطلاؤها الغرام إلى ... أجياد بيضٍ يزينها الجيد

تذكرني كل شادن خرق ... وردية الخد ثغرها البرد

بانت مع الجيرة الذين سروا ... وبي لبين الأحبة الكمد

كيف اصطباري والغور منزلها ... لا كثبٌ دارها ولا صدد

وأنشدني عبد الرحمن الصيقل الشاعر، قال: أنشدني أبو الخطاب لنفسه من قصيدة: [من الطويل]

متى لاح الورد آس عذاره ... فجنته حفت بأهوال ناره

غربرٌ جرى ماء النعيم بخده ... فزاد اتقاد النار في جلناره

عجبت له بدرًا كواكب راحه ... جلتها على الجلاس شمس عقاره

دراري تبدي الدر وسط نظيمه ... بجيد عروس نقطت بنثاره

إذا طلعت غابت فكم حبب لها ... صغارٌ لآلي عقدها من كباره

متوجة تاجًا ترصع حبه ... بياقوتها القاني وذوب احمراره

تناولها من أكلف اللون فاحم ... صباحًا إلى أن تستقن نفاره

فجاءت كرقراق السراب رقيقه ... سلاف شراب دار قبل اعتصاره

وطاف بها تحكيه خدًا ورقة ... فعربد لحظٌ ما صحا من خماره

لها شف في وجنتيه مخلق ... يديم صبوح شربها غير كاره

يغني لنا صوتنا يلذ استماعه ... على دجلةٍ فالجابري فكاره

وقال يمدح الأمير الحاجب أمين الدين أبا الدر ياقوت بن عبد الله النوري الموصلي الكاتب- رضي الله عنه-: [من البسيط]

يا ربع علوة بالجرعاء حيينا ... ومن خطوب البلى والدرس وقيتا

ولا عدتك عوادي المزن صيبة ... بل صوب منهمر الأرجاء سقيتا

أين استقلت حمول الظاعنين بهم ... لما تقلبت البدن السباريتا

سروا عجالًا يؤمون الكثيب ضحى ... وخلفوني يوم البين مبهوتًأ

أسح في دمن الأطلال منسربًا ... كالدر وشحة الكتان ياقوتا

تبًا لأحداث أيامٍ مفرقةٍ ... ظلمًا أرتني جمع الشمل تشتيتًا

<<  <  ج: ص:  >  >>