للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تلتفت مقلتي والعيس دالجة ... إلى العراق وقد جاوزت تكريتا

وكيف صبر بعيد الداري مغترب ... عن أهله فارق الشم المصاليتا

سرى فسري عنه الهم أجمعه ... أيان أم أمين الدين ياقوتا

العالم العلم السامي الذي سمعت ... له البرية صوت الفضل والصيتا

قال اليقين وقد ثورت راحلتي ... مهلًا ستبلغ منه كل ما شيتا

يا من تعصب للآداب كن سندي ... فالجاه في الموصل الفيحاء أعطيتا

أيقظت للعلم طرفًا لم يزل أبدًا ... مزملًا في ظلام الليل مسبوتا

حتى غدوت بأفواه القبائل مو ... صوفًا وبالمجد والعلياء منعوتا

بقيت ملجأ ذي حاجٍ ودمت على الآ ... عداء رمحًا ردينيًا وإصليتا

وأنشدني أبو عبد الله محمد بن أحمد بن سعيد الأزدي؛ قال: أنشدني الربعي لنفسه، يرثي أبا الحسن علي بن نبيه الشاعر: [من الخفيف]

شعراء الزمان إن المعاني ... والمعاني تبكي على ابن نبيه

مات حسن القريض والحزم والفـ ... ـضل وحسن البديع والتشبيه

كان عند الإنشاد آية موسى ... فالقوافي من بعده في التيه

وأنشدني لنفسه وهو مقيم بآمد: [من الطويل]

يقولون ها قطرٌبلٌ جنب دجلة ... عدمتك ألفاظًا بغير معاني

أكرر طرفي ما أرى القفص دونها ... ولا النحل بادٍ من قرى البردان

وأنشدني؛ قال: أنشدني لنفسه في الحكيم سعيد، وكان قد اتصل بابن الملك العزيز، وتوفي بالقرية بالخبور، وكان المغسل له سعيد أيضًا: [من المجتث]

يا ابن العزيز عزيزٌ ... علي أن تتوفى

سقتك كف سعيد ... كأس المنية صرفا

لو ذاقها منه عيسى ... لذاق في الحال حتفًا

مغسلٌ وطبيبٌ ... هذا حكيمٌ مكفي

<<  <  ج: ص:  >  >>