للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بحق إسماعيل كفوا عن الـ ... ـأمة إسماعيل بالقتل

فهو يرى رأي أبيه لكم ... يضمر حذو النعل بالنعل

قطعتم الأصل فما بالكم ... لا تلحقون الفرع بالأصل

والحية الرقطاء من حيةٍ ... والصل أيضًا ولد الصل

فقال أيضًا: [من الكامل]

من مبلغ نجل الأعز رسالة ... عذراء لي في طيها أشواق

مزحت ركائبه فدمعي بعده ... دمعٌ بقلبي مغرمٌ خفاق

يا قاتل الله الليالي كما لها ... في كل يومٍ رحلةٌ وفراق

ضنت بفرقتك القرون على النوى ... وسخت بحمة مائها الآماق

لا يبعدنك الله كم لك من يد ... بيضاء تروي فضلها الآفاق

وخلائقٌ غررٌ يضوع نسيمها ... مسكًا إذا تزهى بها الأحداق

يابن الوصي المرتضى يا خير من ... أصفى ودادك فالهوى أرزاق

أرسل إذا هب النسيم تحية ... فله ........ في الصباح رقاق

كسدت لبعدك سوق فضل ما لها ... لولاك في هذا الزمان نفاق

وتطأطأ العلم المنيف وبعده ... غطى عليه من الخسوف محاق

وتفسح الأعداء في أقوالهم ... فلهم مراءٌ ظاهر وشقاق

فعلام تأخير الكتاب وبيننا ... يومٌ وأنت إلى العلا سباق

وهذا محمد، ولد بالكرخ ونشأ بها، وقرأ بالأدب، وخالط العلماء، ثم سافر عن بغداد، وأقام مدة بلاد الجزيرة والشام، وعاد إلى بغداد بعد التسعين والخمسمائة، ونزل بمحلة الطغرية من الجانب الشرقي؛ ورتب مشرفًا على مناشر الديوان الشريف؛ فارتفع قدره، وعلت منزلته، وكان من أكرم الناس خلقًا ونفسًا وعطاءً، يستوي الذهب والتراب عنده.

وكان له غرام بالأدب والتواريخ، وكتب منها كثيرًا، وكان يديم الإطلاع في

<<  <  ج: ص:  >  >>