للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تاريخ الصابي، وينقل منه فوائد.

ثم ارتحل عن بغداد في سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة إلي نصيبين، وكان له بها إمرأة وولد، فقام هناك إلي أن توفي سنة اثنين وستمائة.

أنشدني أبو عبد الله محمد بن المحلَّي بن محمد النصيبي، والشريف أبو عبد الله الحسين بن محمد الحسيني العلوي، قالا: أنشدنا أبو فراس لنفسه غير مرَّة بنصيبين: ] من الخفيف [

لو بقدر الأشواق يهدى السلام ... نفذ العمر والغرام

فاقتنعوا باليسير مني فحسبي ... زفرات حري ودمع سجام

لا تظنوا أنَّي وإن بعد العهـ ... ـد وطالت ما بيننا الأيام

أتنساكم وكيف وقد شا ... ب اصطباري في الوجد فيكم غلام

خبرتني الأحلام عنكم بصدق ... آه لو كان تصدق الأحلام

كلما عز ذكركم في سواد القـ ... ـلب جاشت في جسمي الأسقام

أتمنَّاكم وأين من المو ... صل دار السلام عز المرام

آه يا نفحة الصبا للتَّصابي ... وغرام يا حبذاك الغرام

وليال بدار لهوي سقاها ... فيض دمعي إن حار عنها الغمام

علِّلوني بذكرها وابعثوا لي ... طيف سعدي إن أمكن الإلمام

ما الحمام الهتوف في البان يوم الـ ... بين للواجدين إلاَّ حمام

ما الدَّيار الدَّيار واصلة المسـ ... ـعي ولا هذه الخيام الخيام

وكتب إلي الشريف تاج العلا الأشرف بن الأغر الرملي، القصيدة القافية المذكورة، أنشدني أبو عبد الله الحسين بن محمد بن محمد بن علي الحسيني الموصلي – أدام سعادته – قال: أنشدني أبو فراس محمد حيدرة الحمداني لنفسه:

] من الطويل [

إذا شجر الهرماس أضحي منوَّرًا ... فدع دلجان العيس والوخد والسرى

<<  <  ج: ص:  >  >>