للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصار بين الكتَّاب مسخرة ... يعدُّ فيهم زيادة الكبد

فلا تلمه علي تهوُّره ... شيخ رفيع الأصل من بلد

وأنشدني، قال: أنشدني لنفسه: ] من الوافر [

أقول وقد بدا شخص الربيب ... يستِّر بين شبَّان وشيب

علي عينيه ترجمة المخازي ... وفي عطفيه مجتمع العيوب

دعوك أبا المعالي ليت شعري ... ومالك في المعالي من نصيب

متى تخني عليك يد الليالي ... ويأتي الله بالفرج القريب

وأنشدني، قال: أيضًا لنفسه: ] من الرجز [

قل للريب غلط المقدار ... ألا فمن أنت ومن عمَّار

لمَّا تقدَّمت بغير آله ... تأخرت عن سمتها الأخيار

في آستك داء عزَّه دواؤه ... شاهده في وجهك الصُّفار

أنت علي هذا الزمان وصمة ... ما ينقضي حديثها وعار

تعافك الأنفس من مهانة ... فيك فما ترمقك الأبصار

قد سيَّرت فيك فيك الرواة سيرًا ... وحدثت بلؤمك السُّمار

وقمَّصتك المخزيات لبسًة ... وأثقلت كاهلك الأوزار

جمعت أموالًا ونمت وادعًا ... والخمر في عقبها الخمَّار

ينتبه الرَّاقد من رقدته ... وينتحيك الأسد الزَّئّار

وتقتضي أمُّ الرَّقيم دينها ... منك ولا ينجو بك الحذَّار

لا فارق الشُّؤم حذاك وجرب ... بضدِّ ما تختاره الأقدار

ومن شعره ما كتبه إلي صديق في صدر كتاب: ] من الطويل [

آحبابنا إن كنتم قد سمحتم ... ببعدي فإنِّي بالبعاد شحيح

تغيرتم عما عهدت من الوفا ... وودِّي علي مر الزِّمان صحيح

آحبابنا إن كنتم قد سمحتم ... ببعدي فإنِّي بالبعاد شحيح

تغيرتم عما عهدت من الوفا ... وودِّي علي مر الزِّمان صحيح

<<  <  ج: ص:  >  >>