للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما حطبت لم تر ... ض غير العقل من مهر

إذا ما حنيت ليلًا ... أرتك الليل كالفجر

فلا تسع بها سرًَّا ... فسرُّ القصف كالجهر

فما الغبن سوي الصَّحو ... ولا الغنم سوي السُّكر

وعين الحسر ان يحسـ ... ـب يوم الصَّحو من عمري

] ٦٢٧ [

محمد بن سعيد بن علي بن جعفر، أبو الفرج الآموصي

هو من آموصية، قرية تحت واسط بأربعة فراسخ من أعمالها.

كان رجلًا صالحًا من العدول، من أهل بيت علم وخطابة وقضاء بتلك البلاد، وكان حافظًا لكتاب الله تعالي، تاليًا له من المتدينين، وتوفي في صفر بآموصية سنة ثلاث عشرة وستمائة.

أنشدني جعفر بن محمد الخسرسابوري، بمدينة إربل في شهر رمضان سنة خمس وعشرين وستمائة، قال: أنشدني أبو الفرج محمد بن سعيد لنفسه:

] من الطويل [

نعم هيَّجت وجدي القديم على الرَّمل ... ديار خلت بالأثل عن ساكني الأثل

وقفت بها أبكي وقد بان أهلها ... ودمعي على خدِّيَّ ينهل كالوبل

فلو حمل الصَّخر الأصم عشَّية الـ ... ـوداع وقد زمَّت مطاياها حملي

لذاب كما ذابت من النار شمعة ... وبدل من عزِّ الصلابة بالذل

خليلي عوجا نسأل الدار عنهم ... لعل رسوم الدار تنبي عن الأهل

هل ارتبعوا من بعد رامة مربعًا ... وهل بعد ظلِّ الأثل مالوا إلي الظّلِّ

لقد كان قلبي قبل طارقة النوى ... وخليًا من البلوى سليمًا من الخبل

فعاوده الوجد القديم ونبهت ... دواثر أشجان به من هوى جمل

<<  <  ج: ص:  >  >>