للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان يحفظ حماسة أبي تمام، وكتاب أدب الكاتب لابن قتيبة، وله اعتناء بمطالعة كتاب الأغاني، وعلي ذهنه منه جملة، وكان جيد الشعر، كثير القول، صاحب بديهة.

أنشدني من شعره ولده أبو الحسن علي بن محمد، قال: أنشدني والدي لنفسه من قصيدة: ] من الطويل [

دوى غصن أيَّام الشباب وعودها ... وما أنجزت ممَّن ألفت وعودها

وقد أوحشت بعد الأنيس ديارها ... ورثَّ علي مرِّ الليالي جديدها

وعهدي بها قبل الفراق أنيقة ... يطل الحيا أظلالها ونجودها

بروحي التي تجفو ويألف طيفها ... وينأي ويدنو وعدها ووعيدها

تصدت لهجري بالصُّدود وهوَّنت ... وما الموت إلاَّ هجرها وصدودها

وقد أضرمت نار الأسى بين أضلعي ... فيا ليت من يلحي عليها وقودها

معرضة للحبِّ بعض جهاتها ... فما تنتهي عند الصِّفات حدودها

فللورد خداها وللغصن قدُّها ... وللسحر عيناها وللظَّبي جيدها

وإن أصبحت في الحسن وهي وحيدة ... فها أنا في وصف الحسان وحيدها

وإن عصت الأغزال غيري فلم يزل ... يطاوع فكري تومها وفريدها

أعلق بالمعني زمام بديهتي ... ومدح أمير المؤمنين يقودها

إمام إذا لم تعرف النفس حقَّه ... فكفرانها عند الإله جحودها

حكي حيدرًا في جهده وجهاده ... فدانت شوس الملوك وصيدها

وعزمته يجري القضاء بحكمها ... فمن ذي الفقار حدها وحديدها

وإن حاربته عصبة في مدينة ... ففي خيبر قد حاربته يهودها

ولو راض أرض الطّفِّ بالسيف عدله ... لما زاد في ظلم الحسين يزيدها

ولو أدركت ذا الهدي ناقة صالح ... لما عقرتها بالضلال ثمودها

أطلَّت علي الأعداء منه سحابة ... يصعد أتراس المتون صعيدها

بوارقها لمع الظُّبي ودم العدا ... حياها وخفَّاق النسيم رعودها

<<  <  ج: ص:  >  >>