للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشدني أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار البغدادي، قال: أنشدني محمد بن علي بن نصر الدوري من شعره: ] من الوافر [

يتوب علي يدي قوم عصاه ... وأخافتهم من الباري ذنوب

وقلبي مظلم من طول ما قد ... جنى فأنا علي يد من أتوب؟

كأنّي شمعة ما بين قومٍ ... تضئ لهم ويحرقها اللهيب

كأنّي مخيط يكسو أناسًا ... وجسمي من ملابسه سليب

وقال يعقوب بن علي بن يوسف الحكاك الموصلي، سمعت الشيخ أبا عبد الله محمد بن علي الدوري البغدادي، بها يقول من:

] من الخفيف [

ذهب العمر بالمنى فاستعدّوا ... فالسعيد الذي هو المستعدّ

وانهبوا فرصة الحياة اختلاسًا ... فممر الأنفاس فيكم يعدّ

والحياة الدنيا حليلة غدر ... ما لها قط عند بعل عهد

وحياة المرء المفرط ضيف ... زائر مثل ما يزورك الورد

يا معاري الأعمار أنتم نيام ... والعواري عما قليل تردّ

لا تبيعوا ما ليس منكم له بـ ... ـد بشئ فإن لكم منه بدّ

يا رفيع البنيان ما لك بيت ... يستحق العمران إلا اللحد

يا تجار الآجال لا ترخصوها ... إن أثمانها هنالك خلد

إنما هذه الحياة قطاف ... فاغتنمها فإن عمرك ورد

لو رأيت الودود والدود لا تسو ... حشت من نتنه وولى الودّ

أو رآه الأهلون وهو صريع ... قد علاه سيل الصديد لصدوا

أو لو أن الكلام أمكنة قا ... ل: أيا أحباباه أين العهد

أين ذاك الزمان والعيش صاف ... ولأيامنا علي القلب برد

أين تلك الأيام إذ نحن جمعًا ... في برود المنى نروح ونغدو

وهذا آخرها، وتسمي الصهيبية، لأن بعض أصحابي وهو ثقة اللسان، رأى في

<<  <  ج: ص:  >  >>