للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهبت لنا ريح اتتنا من الحمى ... تخبر عمّا ضمنته قبابه

لثمت الثّرى مستشفيًا لغليله ... وهيهات عما ضمنته فبابه

أنشدني نجيب الدين بن الصفار, قال: أنشدني ابن عنين لنفسه, يمدح السلطان الملك العادل سيف الدين أبا بكر محمد بن أيوب بن شاذي- رضي الله عنه-:

[من الكامل]

ماذا على طيف الأحبّة لو سرى ... وعليهم لو سامحوني بالكرى

جنحوا إلي قول الوشاة فأعرضوا ... والله يعلم أن ذلك مفترى

يا معرضًا عني بغير جناية ... إلا لما رقش الحسود وزوروا

هبني أسأت كما تقوّل وأفترىّ ... وأتيت في حبيبك ذنبًا منكرا

ما بعد بعدك والصدود عقوبة ... يا قاتلي قد آن لي أن تغفرا

لا تجمعن علي عتبك والنوى ... حسب المحب عقوبة أن يهجرا

عتب الصدود أخف من عتب النوى ... لو كان لي في الحب أن أتخيرا

لو عاقبوني في الهوى بسوى النوى ... لرجوتهم وطمعت أن أنصبرا

فسقى دمشق ووادييها والحمى ... متواصل الإعاد منفصم العرى

حتى ترى وجه الرياض بجوها ... أحوى وفود الدوح أزهر نيرا

وأعاد أيامًا قطعت حميدة ... ما بين حرة عالقين وعشترا

أرض إذا مرت بها ريح الصبا ... حملت عن الأعطان مسكاّ أفرا

تلك المنازل لا أعقة عالج ... ورمال كاظمة ولا وادي القرى

فارقتها لا عن رضا وهجرتها ... لا عن قلى ورحلّت لا متخيرا

أسعى لرزق في البلاد مفّرق ... ومن البلية أن يكون مقتّرًا

ولقد قطعت الأرض طورًا سلكاّ ... نجدًا وآنة أجد مغوّر

وأصون وجه مدائحي متقنعًا ... وأكفّ ذيل مطامعي متستّرا

كم ليلة كالبحر جببت ظلامها ... عن واضح الصبح المنير فأسفرا

<<  <  ج: ص:  >  >>