للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قرم لواه القوت حتى ظله ... بازًا به تجري بقلب راجف

فأجرتها وحميتها ورددتها ... موفورة تحظى بعيش وارف

ولوأنها تحمى بمال لأنثّنت ... من راحتيك بتالد وبطارف

ولشنفت بفرائد من لفظه ... ولشرفت بملابس ومطارف

مولاي عين الله تكلأ مجدك الـ ... عالي لقد جاوزت حد الواصف

وقد رتّب ابن عنين شعره في أول ديوانه, وما أتى به من المدائح في الملوك على قدر ما ابتدأ به, ثم بمن يليهم من الوزراء وغيرهم, ثم بما اتفق من المرائى ثم ما نظم من الأهاجي, التي التي كان قصد بها الدعابة والإحماض, لا الغيبة وثلب الأعراض, ثم ما نظمه من الوقائع التي اتفقت له والأغراض, ثم بما سنح له من الألغاز المعجزة والأجوبة عنها, ثم ختم الديوان بما ورد في شعره من الأبيات النحوية, وسال المتأمل له والواقف عليه التجاوز عما أوعيه فيه من الزلاّت, وضمّه من الهفوات.

وروى لي من شعره عنه, القاضيان الجليلان, بها الدين أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن الخشاب, وأبو القاسم عمر بن أحمد بن أبي جرداة بحلب- أيدهما الله تعالى-. أنشدني أبو الفضل العباس بن عثمان نبهان الإربلي التاجر, قال: أنشدني أبو اغلمحاسن بن عنين لنفسه: [من الطويل]

عسى البارق الشامي تهمي سحابه ... فتخضل أثباج الحمى ورحابه

وتسري الصبا من جانبيه عليلة ... كما فتقت عن حضرمّي عبابه

خليليّ ما لي بالجزيرة لا أرى ... لمية طيفا يزدهيني عتابه

ويأمن سار أن يبيت مغبة ... ببيداء دون الماطرون ركابه

إذا جبل الريان لاحت قبابه ... لعين وبانت من منير هضابه

ولاحت جبال الثلج زهرا كأنها ... مفارق شيب قد تلاشى شبابه

ولاحت قصور الغوطتين كأنها ... مراكب في بحر يعب عبابه

<<  <  ج: ص:  >  >>