للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشادن أبصرته قائمًا ... يلعب بالتابوك في موسم

كأنه البدر وقد كللت ... من عرق خداه بالأنجم

وكلما أبعدها ركضه ... عادت على أقدامه ترتمي

قلّت له: ما أسمك قل لي فقد ... أرفت من غير جراح دمي

فمرّ في لعبته لاهيا ... وقال: حرفان من المعجم

وقال وهو في المخيم, مع الملك المعظم شرف الدين, وأنشدنيها عنه القاضي الأمام الأجل أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن سعيد بحلب- أيده الله تعالى-: [من الكامل]

أنا وأبن شيت في الخيام زيادة ... وأبن النّفيس وذا الملق الصوفي

لا بأسنا يخشى ولا أضيافنا ... تقرى ولا نرجى لدفع مخوف

أما الملّق كما علمت فزهده ... وقف على زبديّة ورغيف

وفتى بجيلة إن قرا ما خطه ... ألفيت فيه غرائب التّصحيف

ومهوّس باليمياء يقطع الآ ... يام بالتعليل والتسويف

يبغي من الأبوال تبرًا خالصًا ... عقل لعمر أبيك جدّ سخيف

وأنا وشعري كم يعنفي الورى ... فيه ولا أصغي إلى التعنيف

وقال أيضًا: [من الطويل]

حبيب نأى وهو القريب المصاقب ... وبعدى نوى لم تنص فيه الكائب

وإن بعيدًا لا يرجّى أقترأبه ... بعيد تنائى والرّدى متقارب

ألين لصعب القلب قاس فؤاده ... وأعتبه لو يرعوي من أعاتب

من التّرك مّياس القواّم منعّم له الدّر ثغر والزمر [د] شارب

يفوّق سهما من كحيل مضيّق ... له الهدب ريشّ والقسي حواجب

أسأل عذارًا في أسيل كأنه عبير على كافور خديه ذائب

سرت عقرّبا صدغيه في صحن خد ... فهن لقلبي سالبات لواسب

<<  <  ج: ص:  >  >>