للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طريقهم بالتُّقى والدِّين واضحةٌ ... بالذكر لله لا بالرَّقص لاهينا

فالرَّقص نقصٌ عظيمٌ لا يقول به ... قومٌ مصيبون بل قومٌ مصابونا

هذا مقالي وكلُّ الخلق يعرفه ... فلا تكونوا لقول الحقِّ قالينا

فنسأل الله حقًا أن يثبِّتنا ... عليه حتَّى نرى في الخلد ثاوينا

وأنشدني، قال: أنشدني لنفسه: [من الخفيف]

قلت إذ لفَّع الزَّمان رداء الشَّيب بالثَّلج فهو ضاف قشيب

أنا ما نلت بغيتي في زماني ... حيث غصن الزَّمان غضٌّ رطيب

أفأرجو نيل الأمانيِّ فيه ... كيف ترجى وقد علاه المشيب

قد تلاقى مشيبة ومشيبي ... فانتشا بينهن أمرٌ عجيب

من قريبٍ أراه وهو بعيدٌ ... وبعيدٍ أراه وهو قريب

وزمان إذا تأمَّلت أهليه ... فإنَّ الوفاء فيهم غريب

/ ٢٥٩ أ/ ومن شعره يمدح القاضي الخويّ: [من المتقارب]

لقد أسعف الله أهل الشَّام ... وأنقذهم من أذى يونس

وعادت دمشق بقاضي القضاة ... تزيد على شرف المقدس

وصار الخويّ لمَّا به ... تسمَّى أعزَّ من الأطلس

فيا حاكمًا قد ملكت القلوب ... بلطف ينطِّق للأخرس

ومالت إليك نفوس الأنام ... كأنَّك مغنيطس الأنفس

وأيَّك الله سبحانه ... بفصل الخطاب لدى المجلس

فعشت مدى الدَّهر في أنعمٍ ... وأعداؤك الآن في أبؤس

وكتب إلى بعض القضاة معتذرًا: [من البسيط]

قاضي القضاة عماد الدِّين سيِّدنا ... سمت مناقبه بالعلم والعمل

فالعدل منبسطٌ والظُّلم منقبضٌ ... والعلم في عزَّة والجهل في خذل

وليس تأخذه في الله لائمةٌ ... وخالص الدِّين لا يخشى من الزَّلل

لا تحسبنَّ انقطاعي عنك من سببٍ ... يصدُّني أو لأمر الحمَّق السَّفل

ومنها:

<<  <  ج: ص:  >  >>