ليثٌ العرين إذا تثنَّى في وغًى ... وإذا انثنى لندًى فبحرٌ طامي
تلقى أرسلانًا إذا اشتجر القنا ... وتأخَّر المتقدِّمون يحامي
يا آل زنكي أنتم الصِّيد الألى ... بكم حمى اللَّاجي وريُّ الظَّامي
ليقر عينًا يا فثٌ بكم فقد ... أربى على سام بفخر سامي
مولاي عوة من أتى مستمطرًا ... يرجو الرَّذاذ فجدته بركام
حكَّمته في دهره فتقهقرت ... وتقاعست عنه خطى الأيَّام
حسدتني الدُّنيا عليك وباعدت ... خدمي ولم يبعد نداك الهامي
فاعطف على العبد الَّذي أبدأته ... بسجال قربك فهو ذاو ظامي
واسلم منيع الجار مبذول النَّدى ... خصب الجناب مؤيَّد الأعلام
ونقلت من خطّه شعره، ما كتبه إلى بهاء الدين الربيب: [من السريع]
قل لبهاء الدِّين عنِّي شفاه ... يسألك الله غدًا من سماه
شيمتك العدل وفيك التُّقى ... وكلَّ أعمالك ترضي الإله
/ ٢٦٣ أ/ فاسئل عن حالي وعن قصَّتي ... وذبَّ عنِّي من أذًى قد أراه
غلمان إبن العجمي كلُّهم ... قد حلَّلوا قتلي وقالوا: الغزاه
وكيف ألقى القتل في بلدة ... ملك أبي الحارث رسلان شاه
ممهِّد الأرض بأطرافها ... وليس في الأرض مليك سواه
مجَّدك الأبطا يوم الوغى ... سائل ملوك الأرض عن ملتقاه
ما جاءه من خاف من ظالمٍ ... إلَّا أزال الظُّلم لمَّا أتأه
وإنَّني أخوف من أرنب ... يرى كلاب الصَّيد تعدو وراه
وذاك خوفي لم يكن منهم ... ما يعجز الرَّامي عمَّن رماه
وإنَّما خوفي من بطشكم ... أجتنب الشَّر وأخشى أذاه
إنههم مولاي عن فتنتي ... وردَّهم عنِّي وإلَّا فاه
قد مضَّني فرط سؤالي لهم ... وليس يزدادون إلَّا عماه
لو أنَّني قد جئت من خيبر ... كنت أداريهم بوزن البراه
وإبن غازي هو أسُّ البلا ... يؤلِّب القوم ويهوى هواه
يزوِّر الكتب كما يشتهي ... مجاهد الدِّين لهذا اتَّقاه