وقد تأذَّى النَّاس من شرِّه ... فازجره عن مسك القلم والدَّواه
/ ٢٦٣ ب/ ولا خلوت الدهر من دعوةٍ ... من نالها في الخلق يعطى مناه
واسلم ودم وأبق لدى نعمةٍ ... ما سارت الركبان أرض الفلاه
[٧٣٥]
محمَّد بن محمَّد بن محَّمد بن محمَّد بن الحسين، أبو البركات ابن أبي جعفرٍ النحويُّ البغداديُّ المولد والمنشأ.
وأصله من شهرستانة، وهي بلدة عند نسا من بلاد خراسان، مما يلي خوارزم، يقال لها: رباط شهرستانة؛ بناها عبد الله بن طاهر في خلافة المأمون.
كانت وفاة أبي البركات يوم الأحد سابع عشر ربيع الآخر سنة ثماني عشرة وستمائة ببغداد، ودفن بجانبها الشرقي بمقبرة الوردية. وكان مولده في شهر رمضان سنة تسع وأربعين وخمسمائة.
أخذ النحو عن أبي محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب النحوي، وبعده على أبي الحسن علي بن المبارك المعروف بابن الزاهدة، ولازمه حتى حصل معرفة هذا العلم، وتميّز فيه على غيره، وسمع الحديث من جماعة، وله شعر حسن.
أنشدني أبو عبد الله/ ٢٦٤ أ/ محمد بن سعيد الواسطي، قال: أنشدني أبو البركات لنفسه: [من الكامل]
لمَّا جفا من كنت آمل وصله ... ظلمًا وجدَّ فديته من ظالم
أخفيت زرقة ملبسي من حاسدي ... ولبستها من خشيةٍ في الخاتم
وأنشدني أيضًا، قال: أنشدني محمد بن محمد لنفسه: [من الطويل]
خليليَّ عوجا عرَّضا لي بذكر من ... بها ينقضي عمري وأدفن في رمسي
ونوحا بشجو واندبا لي فرقتي ... ليال تقضَّين فهل راجعٌ أمسي
غداة افترقنا غاب عقلي فما أرى ... لي اليوم من عقل صحيح ولا حسِّ
ألا إنَّ نور الشَّمس من نور وجهها ... فما لي أراها تستظلُّ من الشَّمس